الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
(را 1: 14)
فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها
ظروف متشابهة وردود أفعال مُتباينة

كثيرًا ما نشعر بالضعف، وكثيرًا ما نلقي باللوم على الظروف، فكل منا يرى أنه لو كان في ظروف أفضل لتغيرت حياته ولكانت خدمته أفضل. ولكن هل هذا حقيقي؟ الإجابة: لا. فهناك أُناس آخرون في مثل ظروفنا، لكنهم يعيشون حياة أروع وأفضل منا. وإليك بعض الأمثلة:

1ـ العشرة البُرص ( لو 17: 13 - 20) كلهم نالوا الشفاء من البَرَص، لكن واحدًا فقط هو الذي رجع يمجد الله، وخرَّ على وجهه عند رجليه شاكرًا له. ليتنا نتعلم لغة الشكر الدائم، فكثيرون ممَّن لهم نفس ظروفنا يحمدون الرب على كل شيء، حتى على الأمور المؤلمة وعلى القليل الذي لهم.

2ـ راعوث وعُرفة ( را 1: 1 - 14) الاثنتان من موآب، والاثنتان مات زوجاهما، وحماتهما واحدة هي نُعمي. لكن ما أبعد الفرق بين كل منهما، وهذا ما نراه في التصاق راعوث بنُعمي وإله إسرائيل، ورجوع عُرفة إلى موآب وإلى آلهتها. وهكذا لا شيء يعيق رجوعنا إلى الرب حيث أن هناك مَنْ هم في ظروف أسوأ منا، ولكنهم مُلتصقون بالرب.

3 ـ راحيل وحنّة أم صموئيل (تك30؛ 1صم1) الاثنتان لم تنجبا، مع فارق أن حنة كانت أصعب لأن ضرتها كانت تغيظها غيظًا لأجل المراغمة. ولكن في احتياجهما، طلبت حنّة من الرب ابنًا لتعطيه له كل أيام حياته، بينما طلبت راحيل من زوجها ابنًا تغيظ به أختها. فما أبعد الفارق! .. ونحن في احتياجاتنا: ممّن نطلب؟ وما هي دوافعنا للطلب؟

4 ـ جدعون ويفتاح ( قض 8: 1 ، 12: 1) كلاهما تعرَّض لغيرة رجال أفرايم في وقت نجاحه وانتصاره على الأعداء، لكن جدعون تعامل مع الموقف بحكمة فربحهم، أما يفتاح فعاملهم بخشونة، وكانت النتيجة مذبحة سقط فيها من أفرايم اثنان وأربعون ألفًا. ليتنا نذكر أنه مهما توترت العلاقات مع الآخرين، فإننا نستطيع أن نتعامل بحكمة، ونعيش في سلام.

عزيزي .. ثق في حكمة الآب المُحب التي رتبت كل ظروفك بإتقان، واقبل بشكر كل ما يسمح به الرب لك، واطلب منه معونة لتعيش الحياة الفُضلى التي تمجده وتُرضيه.

أنور داود
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net