الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آمنًا بين يديه
خرافي ... أنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي ... ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد ( يو 10: 27 - 30)
جدير بنا أن نلاحظ بدقة، الفارق بين إمساك الفادي بنا، وإمساكنا نحن به. إن إمساكه بنا يضمن لنا أمنًا وسلامًا، في حين أن إمساكنا نحن به جوهري لتمتعنا بالشركة معه. إن في إمساكنا به سعادتنا، بينما في إمساكه بنا طمأنينتنا.

إن بطرس الموشك على الغَرَق لم يَحظ بالنجاة بسبب ”إمساكه“ بالرب، ولكن لأن الرب يسوع مدَّ يده وأمسكه. لم يمسك بطرس بيد سيده المُنقذة، بل يد المحبة والقدرة هي التي أمسكته ورفعته وأنقذته.

إلا أنه من جهة أخرى، نحن في حاجة ماسة إلى الحرص الدائم واليقظة في جهادنا حتى المُنتهى، كما ينبغي علينا أن نسعى السعي المتواصل لكي تكون لنا الحياة المقدسة السامية التي لا تتوفر إلا بشركتنا مع الله. ومن هنا تجيء حاجتنا إلى التمسك بالمسيح حتى نستطيع السير قدمًا إلى الأمام. لقد حرَّض برنابا المؤمنين في أنطاكية «أن يثبتوا في الرب بعزم القلب» ( أع 11: 23 ). إن الثبات في الرب أمر حيوي وجوهري إن شئنا لأنفسنا تمتعًا به ونموًا في الحياة المسيحية. إن الاعتراف الرنّان والتشدق بالخلاص الأبدي، بينما الحياة تتصف بالتناقض الفاضح والتهاون المُخزي، إنما يحمل على الخوف بأن إنسانًا هذا شأنه لم يَنَل الخلاص على الإطلاق «من ثمارهم تعرفونهم» ( مت 7: 16 ).

ولكن بينما مُثابرة القديسين في سلوكهم اليومي، وتمثلهم الأدبي بالمسيح، ليس بحاجة إلى مزيد من التحريض، إلا أنه ليست مُثابرتهم بل المسيح هو الضامن لطمأنينتهم وأمنهم الأبدي. «إني أنا حي، فأنتم ستحيون» ( يو 14: 19 ). لو أن وصولنا إلى السماء رهين بتمسكنا، أَ تظنون أن مفديًا واحدًا يمكن أن يصل إلى منازل المجد؟ كلا، ما كان ذلك ميسورًا.

وحيثما يوجد ارتياب في أمر المستقبل، فهناك يوجد الافتقار إلى السلام الراسخ. إن «السلام مع الله» صار لنا على أساس دم الصليب ( رو 5: 1 ). أما التمتع «بسلام الله» في حياتنا اليومية، وفي الظروف المختلفة، فيتوقف على سلوكنا وثقتنا في الرب. وعلى كل واحد من أولاد الله أن يهدف إلى التمتع بهذا السلام. لذلك يجدر بنا أن نميِّز بين الشركة والسلامة الأبدية، فالأولى تتوقف على تمسكنا به، والأخيرة تتوقف على إمساكه بنا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net