الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشونمية وإدراكها الروحي
قالت لرجلها: قد علمت أنه رجل الله ... فلنعمل عُليّة على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرًا وخوانًا وكرسيًا ومنارة ( 2مل 4: 9 ، 10)
يصف لنا الروح القدس هذه المرأة بأنها امرأة عظيمة من شونم. هي امرأة غنية ولها مركزها ومقامها، لكنها لا تخجل أن تطلب إلى رجل كان يحرث الأرض أن يدخل بيتها ليأكل خبزًا. فلم تنسَ إضافة الغرباء. لقد أظهرت إيمانها بسخائها وضيافتها لخادم الرب، فكافأها الرب.

وإلى جانب سخائها، كان لها تمييز روحي، وهذا واضح من قولها لزوجها عن أليشع: «قد علمت أنه رجل الله مقدس». ولا شك أن أليشع كان يتمتع بالصفات المباركة التي ميَّزته في نظر الآخرين بأنه «رجل الله مقدس». كذلك كان لهذه المرأة إدراك روحي لِما تتطلبه مثل هذه الصفات التي تجلَّت في رجل الله. ليتنا نعيش العيشة المسيحية حتى يميز الآخرون أننا من تلاميذ المسيح. ويكون لنا الإدراك الروحي لِما تتطلبه هذه الحياة إذا ما رأيناها في الآخرين.

هذا وقد قادها إيمانها إلى خدمة عملية، فإن لم يكن من حقها أن تخرج لتعمل عملاً ظاهرًا بين الناس، لكنها فعلت ما رأت أن تفعله بكيفية سرية لرجل كان يخدم الله جهارًا. وإذ نلقي نظرة إلى ما فعلته، نحكم على الفور أنه كانت لها حاسيات روحية ممتازة، فميَّزت الأشياء التي توافق رجلاً يشهد ضد الشر، ويشهد لنعمة الله. وما فعلته هذه المرأة لم يكن قياسه ثروتها باعتبار أنها امرأة عظيمة، بل فعلت ما كان مناسبًا لحاجات رجل وصفَته بالقول: «رجل الله مقدس». عملت عُليّة صغيرة، داخلها أثاثات بسيطة هي: سرير، وخوان (أي منضدة)، وكرسي، ومنارة. وهذه هي كل ما رأت أنه لازم لرجل منفصل عن العالم، وقلبه مرتبط بالسماء.

لقد عملت ما يحتاج إليه رجل الله دون أي تظاهر. عملت ما يتناسب وذوق ضيفها، دون أن تفكر في تعظيم نفسها في عينيه بعمل ما يتناسب مع ثروتها. ففي الغرفة الصغيرة لم يكن شيء لشهوة العين أو لشهوة الجسد، كما لم يكن فيها شيءٌ من تعظم المعيشة؛ بل كل ما كان فيها، كان بمقدار حاجة ضيف سماوي.

ولقد قدَّر رجل الله ما فعلته هذه المرأة وراق في نظره، لأنه رأى فيه ما يوافق ذوقه الروحي ويسد حاجته الزمنية. وأراد أن يقدم لها خدمة جزاء ما فعلت، فقال لها: «فماذا يُصنع لكِ»؟ ..«وَلَدت ابنًا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة». فيا للمكافأة!!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net