الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رحلات .. نهايتها أوشكت
نهاية أمر خير من بدايته ( جا 7: 8 )
تُعتبر حياة الإنسان على الأرض ”رحلة“. وبالنسبة لنا كمؤمنين، هي ”رحلة غربة“ في البرية؛ بين خلاص نلناه وخلاص نتوقعه؛ صوب أفراح الخلود والمجد العتيد.

ويمتلئ الكتاب المقدس بالأمثلة العديدة التي توضح ذلك. وكلما أوشكت الرحلة على نهايتها، زادت المخاطر والآلام من الجهة الواحدة، وزادت كذلك المشجعات الإلهية، واقتربت الأفراح النهائية من الجهة الأخرى.

فرحلة رفقة خارجة من بيت أبيها، تاركة عالم المدنية والحضارة وقتذاك خلفها، سائرة برفقة عبد إبراهيم لمُلاقاة عريسها ”إسحاق“ الذي تعلقت به وهي لم تكن قد رأته بعد، تُرينا أنها لو ذكرت ذلك الذي خرجت منه، لكان لها فرصة للرجوع (عب 11: 15). فمع طول الرحلة، هناك خطر الانجذاب إلى العالم، وهناك آلام المشوار الطويل. لكن كان هناك أيضًا ”العبد“ الذي يشير إلى رفقة الروح القدس وتعزيته لنا، وكان هناك الرجاء الذي لا يخيب في رؤية وجه الحبيب في ختام الرحلة.

ورحلة الشعب قديمًا من مصر إلى كنعان، واجهتها قُرب النهاية تحديات مُكثّفة، فقد أهاج إبليس أعوانه في محاولة لتغيير مقاصد الله نحو شعبه من البركة إلى اللعنة. ولكن هيهات! (سفر العدد23). فهو قد بارك، فمَنْ ذا الذي يرده؟؟ كما أن الرحلة الطويلة أظهرت فشل الكل بمَنْ فيهم القادة، كما نرى في السفر ذاته، لكن كان هناك الله لحسابهم، وهباته ودعوته بقيتا بلا تغيير أو تبديل.

أما وقد طالت رحلة عروس النشيد، فقد ظهر خلالها كسل الجسد وفشله (نش5)، كما قد آلمتها الجبال المُشعَّبة. ولكن كان لها الرب الحبيب لتطلع من البرية مُستندة عليه، وكانت الخاتمة المجيدة في دعوتها له أن يُسرع إليها، فتدخل إلى مشهد «جبال الأطياب» (نش8).

ونحن نوقن بأن رحلتنا كادت تنتهي، ليتنا نتحذر من مخاطر الأعداء الذين يكثّفون عملهم في هذا الوقت العصيب، كما ليتنا نتشجع بمعونات إلهية مُذخّرة لنا الآن، وبنهاية مجيدة مع شخص الحبيب عن قريب.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net