الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فشل الإيمان
موسى .. قال: يا سيد، لماذا أسأتَ إلى هذا الشعب؟ لماذا أرسلتني؟ فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك، أساء إلى هذا الشعب. وأنت لم تُخلِّص شعبك ( خر 5: 22 ، 23)
لم يَعِش مسيحي أبدًا حياة الإيمان الكامل، فوحده الإنسان يسوع المسيح فعل ذلك. فالطبيعة الآدمية القديمة ما زالت فينا، وهي على استعداد دائم لمقاومة الإيمان.

ويسجل لنا الكتاب ثلاثة مواقف فشل فيها إيمان موسى. أولها، في خروج2، وهو نتج من فشل موسى في أن ينتظر الله الذي كان قد أخبر إبراهيم أن نسله سيُذل 400 سنة في أرض غريبة (15: 13)، ولم تكن قد مضت سوى 360 سنة عندما رأى موسى مصريًا يضرب عبرانيًا، فأخذ الأمر في يده وقتل المصري ( خر 2: 11 ، 12).

وتسجِّل الحالة الثانية التي فشل فيها إيمان موسى في خروج5 عندما طلب من فرعون أن يُطلق العبرانيين من مصر كما أمره الله، لكن فرعون ـ بدلاً من إطلاقهم ـ أمر فرعون مُسخري الشعب أن يجعلوا عملهم أصعب، بألا يعطوهم تبنًا ليصنعوا اللِبْن، بل يجمعون القش لأنفسهم. وبدلاً من أن يتجه موسى بالقضية إلى الرب وينتظره، نجده يتهم الرب بالإتيان بالشر على شعبه ( خر 5: 22 ،23). وقد كان الرب طويل الروح ورحيمًا مع موسى، فلم يعاقب عدم إيمانه.

أما الحادثة الثالثة التي فشل فيها إيمان موسى، فمُسجلة في عدد20: 8- 12 عندما طلب الرب من موسى أن يكلم الصخرة كي تُخرج ماء للشعب، فعصى موسى وبدلاً من أن يكلم الصخرة، ضربها مرتين بعصاه. لقد نبع هذا الفشل من عدم الإيمان «فقال الرب لموسى وهارون: من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تُقدساني أمام أعين بني إسرائيل ...» وقد قاد عدم الإيمان إلى العصيان لأنه «فرّط بشفتيه» ( مز 106: 33 )، وقد جازى الرب عدم إيمانه بأن منعه من دخول أرض الموعد ( تث 3: 23 - 26).

لكن هذه لم تكن نهاية الرواية، فقد تحقق لموسى شوق قلبه بعد ذلك بمئات السنين عندما سمح له الرب أن يدخل أرض الموعد عندما ظهر هو وإيليا على جبل التجلي مع الرب يسوع ( مت 17: 2 ، 3). وهكذا يكون موسى قد دخل أرض الموعد، وفي رِفقة الرب يسوع نفسه. وفي هذا حديث لقلوبنا: فإن لم تتم آمالنا الكُبرى هنا على الأرض، فسوف يحدث هذا في السماء، لأن مُجازاتنا الكاملة ليست دائمًا في الزمان والمكان الحاضرين.

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net