الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عابرين في وادي البكاء
طوبى لأُناس عزهم بك. طُرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء، يُصيرونه ينبوعًا ( مز 84: 5 ، 6)
أخي ورفيقي المتألم ..

يا مَنْ اجتازتْ نفسك مرارة الألم حتى النخاع.

يا مَنْ صارت لك دموعك خبزًا، وعوَّمت فراشك بدموعك..

يا مَنْ تعبتَ من تنهدك اليوم كله ..

يا مَنْ تثقلتَ جدًا فوق الطاقة حتى أيست من الحياة أيضًا..

يا مَنْ عصفتْ بك أمواج الحياة حتى تمايلت مثل السكران.

ثق رفيقي .. أن الله يحبك .. إنه يشعر بك .. هو يسمع صوت بكائك .. يرى دموعك بل يحفظها في زقه .. هو يرى أشجانك .. يسمع زفراتك.

صدقني .. إنه أقرب مما تتصور .. إنه يمد إليك يديه المثقوبتين ليضمك، ليحتويك بكل ما فيك .. إنه لا ينتظر منك أن تصف له عُمق مُعاناتك .. لكنه يقول لك: «علمت يا ابني علمت»!

نعم صديقي .. هو يعلم أن آلامك ومُعاناتك أعمق من أن تُعبِّر عنها كلمات .. لذلك تعال لترتمي في أحضانه بكل ما في أعماقك. وستراه يضمك .. يمسح دموعك .. يرفعك فوق آلامك. ثق أنه سيمشيك فوق مرتفعاتك. نعم، بل وسيستخدمك لتشجيع وبركة الآخرين. ربما في عُمق مُعاناتك قلت مع صهيون: «سيدي نسيني» لكنه بكل رقته ومحبته يُخبرك: «حتى هؤلاء يَنسين، وأنا لا أنساك. هوذا على كفيَّ نقشتك .. أسوارك أمامي دائمًا»

نعم صديقي .. إنها أسوارك التي قد تخفيك عن أعين الآخرين، فلا يرون أحزانك ولا يفهمون أوجاعك ولا يدركون لماذا أنت كائن غريب ومختلف عنهم، لكنها أبدًا لن تخفيك عن عينيه الحانيتين .. قد تكون يا صديقي قد كبَّلت نفسك، وأنت خلف هذه الأسوار، بأحزانك وآلامك، فصارت أربطة وأغلالاً لا تستطيع معها الحِراك. لكن اسمع صوته الحاني العظيم يقول: ”حبيبي هلم خارجًا! .. حُلُّوه ودعوه يذهب“. من فضلك رفيقي .. دع هذا الصوت الحلو يتغلغل في كيانك، ليُقيمك من قيود آلامك وانحنائك وانطوائك. دعه يُقيمك. دعه يحلك. دع حياته ونوره يغمرانك. إنه يريدك أن تتمتع بالشركة السعيدة معه. نعم فلقد أصبح لعازر أحد المُتكئين معه!

ف. ولسن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net