الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله يرى له الخروف للمُحرقة
وكلَّم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي! ... هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة؟ فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني ( تك 22: 7 ، 8)
إن أعظم حادثة نرى فيها الله كإله النجاة الذي يُعِّد المَنفَذ قبل الأوان، هي حادثة الدهور: ”الفداء والصليب“. فقبل أن يسقط الإنسان في الخطية، بل وقبل وجود الإنسان ووجود الخطية، كان الله قد سبق وأعدَّ العلاج الكامل من خلال ذبيحة المسيح. ويتضح هذا من خلال تلك العبارة البديعة التي نطق بها إبراهيم كإجابة على سؤال إسحاق، السؤال الذي سحق قلب الأب: «يا أبي! فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة؟ فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني». هنا نرى إبراهيم رجل الإيمان ينطق بهذه الكلمات مسوقًا من الروح القدس. فمن الجانب الإنساني كان إبراهيم يعلم مَنْ هو المطلوب للمُحرقة، لكن مشاعره كأب لم تحتمل أن يُخبر ابنه بهذا. لكن من الجانب الإلهي صحيح أن إسحاق كان هو المطلوب للمُحرقة طبقًا لأمر الله، لكن لم يكن هو المُحرقة طبقًا لمقاصد الله! لهذا وذاك ساق الروح القدس إبراهيم لينطق بهذه العبارة، لكي يخرج بها من ورطته، ومن جانب آخر ليكشف عن سر عظيم بعبارة كتب لها الخلود! «الله يرى له الخروف للمُحرقة».

وما يهمني التوقف عنده هنا، هو أنه لم يَقُل: ”الله سيرى له خروفًا للمُحرقة“، كلا، فليس أن الله سيرى، أي سيبحث عن حل، حاشا، فهو يرى من الآن، بل ومن قبل تأسيس العالم.

ثم يرى «له»، أي لن يأخذه من يد أحد، فمَنْ يقدر على تقديم كفارة لله؟ لذاك هو يرى لنفسه ـ أي أنه أعد بنفسه ولنفسه الخروف للمحرقة!

ثم ليس يرى خروفًا، وكأنه خروف من ضمن الخراف الكثيرة التي تصلح، حاشا، بل يرى له «الخروف» فهو حَمَل واحد وحيد يصلح لهذه المهمة العظيمة. يصلح ليكون هو المَنْفَذ من كارثة الخطية المروعة. لذلك أشار إليه المعمدان بفرح بمجرد أن رآه قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم»، فكان كمَن يقول لتلميذيه: ”هذا هو المَنفَذ ولست أنا. ما أنا سوى خادم يُشير لكم على مَهرَب النجاة من حِِمل الخطية وقصاصها المروع“، لذلك يقول الكتاب: «فسمعه التلميذان ... فتبعا يسوع» ( يو 1: 37 ).

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net