الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى .. ودروس في القيادة
أنت الإله الصانع العجائب. عرَّفت بين الشعوب قوتك. فككت بذراعيك شعبك ... هَديت شعبك كالغنم بيد موسى وهرون ( مز 77: 14 )
يا لها من جماعة صعبة القيادة! كيف احتملهم موسى؟ يبدو أنه كان هناك نبعان لقيادته المستمرة المجتهدة: حياة صلاة مستمرة مع الله، واهتمام رعوي شديد من نحو الشعب.

وهاتان النقطتان متصلتان: فموسى كان رجل صلاة، وفي أغلب صلواته المُسجلة نسمعه إما متكلمًا عن الشعب أو متشفعًا لهم. فهو، أولاً، كان معتادًا أن يبدأ كل قسم من رحلة إسرائيل بالصلاة طلبًا لحماية الرب، ثم عند الوصول إلى وجهتهم التالية كان يطلب حضور الرب المستمر ( عد 10: 35 ، 36). وبالإضافة إلى ذلك، فإننا غالبًا ما نرى موسى يرد على سخط الشعب بالصراخ إلى الرب.

وقد كان هذا هو المَلاذ منذ المرة الأولى التي تذمروا فيها طلبًا للماء العذب، فصرخ موسى إلى الرب فأراه شجرة جعل بها ماء مارة عذبًا ( خر 15: 23 - 25). وقد استمر في صلاته ساهرًا لأجل الشعب حتى في أقصى حالات الفشل، عندما صنع هرون عجلاً ذهبيًا وابتدأ الشعب في عبادته، تضرَّع موسى إلى الرب كي يغفر لهم، حتى إن كان على حساب نفسه «والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت» ( خر 32: 33 ). وهي كلمات تعكس رغبة هائلة في بركة إسرائيل الروحية.

ويأتي موسى في هذه القائمة العظيمة من الرعاة الذين سُرَّ بهم الرب، إذ رعى الغنم في الصحراء أربعين سنة، ثم استخدمه الرب في رعاية شعبه ( مز 77: 20 ). ولا شك أن هذا التوجه الرعوي ناحية العمل قد حفظ موسى من أن يتحول عن العمل الذي أعطاه إياه الله، فقد كان شفوقًا على الشعب الذي احتاج إلى الرعاية تمامًا مثل الغنم.

وقد تكون أقوى الإشارات إلى موسى ـ كرجل صلاة ذي قلب رعوي من جهة الشعب ـ هي تلك التي وَرَدت بعد موته بمئات السنين، في أيام إرميا عندما كان إسرائيل ويهوذا قد ارتدوا تمامًا حتى أن الرب قال لإرميا إنه لن يستمع لصلوات عن الشعب حتى وإن صلى موسى نفسه ( إر 15: 1 ). وهذا الجزء الكتابي لا يبيِّن فقط مدى انحراف الشعب، بل يستعرض مدى نظرة الله لموسى كرجل صلاة.

ستيفن كامبل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net