الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 مايو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا سمعان، أنت نائم!
وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقّلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده، والرجُلين الواقفين معه ( لو 9: 32 )
( مر 14: 37 )

يا سمعان، أنت نائم !

«يا سمعان، أنت نائمُ!!» إنها كلمة عتاب له من الرب، فما كان يجب أن ينام. لو صلى ساعة واحدة لحُفظ في وقت التجربة، ولَمَا سقط في خطية الإنكار ثلاث مرات!! وما احتاج أن يبكي بُكاءً مُرًا!!

وهو ذات عتاب الرب لنا كتلاميذ له، لو نسهر ونصلي، نُحفظ في ساعة التجربة ( مر 14: 38 ). ولكن لا مفَّر من التجربة والسقوط والتأديب الإلهي، طالما نحن في حالة جسدية ولا نريد أن نصلي!!

لقد نام سمعان مرتين في أخطر المشاهد: عند حادثة التجلي ( لو 9: 32 )، كما نام في البستان ( مر 14: 37 ). لقد دُعيَ أن يكون شاهد عيان لمجد المسيح الملكي وقوته. وبعدما استيقظ رأى مجد الرب، والرجلين موسى وإيليا الواقفين معه. وعند مفارقتهما، قال بطرس للرب: «يا معلم، جيدٌ أن نكون ههنا، فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة». وقول سمعان هذا دليل الغفلة الروحية!! إنه لم يُملِّي نظره بتدقيق على سيده ليرى التميُّز والتفرُّد بين الرب في مجده المسياوي، وبين موسى وإيليا. لقد اكتفى بالتلذذ بحالة المجد الذي كان يلف المشهد كله. وكم كان يحتاج إلى حدة البصر وسمو الإدراك ليتعلم من الآب شهادته عن ابنه «هذا هو ابني الحبيب» كما تعلَّم قبلاً من الآب أنه ابن الله الحي! ( مت 16: 16 ، 17).

وغيرة الآب على ابنه ليشهد له، هي الرَّد الحاسم والكافي على قول سمعان واندفاعه بالكلام غير الصحيح وغير اللائق الذي لا يتوافق مع مجد المسيح الألفي، وقد كشفت عن الحالة الجسدية التي كان عليها بطرس. ونحن أيضًا ما لم نكن في حالة روحية صحيحة، فلا يمكننا أن نقول ما يتوافق مع مجد المسيح.

لقد جعل بطرس المسيح أولاً، وقبل موسى وإيليا. والجسد يمكنه أن يتقبَّل كون المسيح أول العظماء، ولكن عندما نكون في الروح، لا نرتضي بغير شهادة الآب له: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا». فتفرُّد المسيح عن الجميع وسمو شخصه لا يجعله متساويًا مع أحد بالرغم من كونه إنسانًا حقيقيًا كاملاً. ولكن يا له من إنسان كامل!! والمسافة بينه وبين أعظم الرجال شاسعة وبلا قياس.

ثروت فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net