إن النعمة التي تغنى بها آساف، لا تقف عند حد حفظ الرب لنا، أو عدم رفضه لنا رغم ضلالنا، بل إنها تقودنا إلى المجد، فيقول آساف «برأيك تهديني، وبعدُ إلى مجدٍ تأخذني». إنها معنا حتى نبلغ المجد!
«وبعدُ» ما أعظمها كلمة! فبعد الصراع والمعارك، بعد الشكوك والمخاوف، بعد الانتصارات والهزائم، بعد الغيوم والمطر، بعد التعب والمُعاناة في الطريق، بعد الاغتراب والحيرة، بعد الآلام والضنك. بعد ذلك كله، فإنك تأخذني إلى المجد!
وكم يلذ لنا مقطع الترنيمة الذي يقول: يا تُرى ماذا يكون بعد هذا في السما؟ أ تعرف ما الذي سيكون هناك في السماء؟ يقول المرنم: «أمامك شبع سرور. في يمينك نِعَم إلى الأبد» ( مز 16: 11 ). حقًا إن التقوى لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة. فالرب معنا في طريق الغربة الآن، يهدي طريقنا، وبعد ذلك هناك مستقبل بهيج ومبارك «أسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام» ( مز 23: 6 ).
ما أجمل الأفكار التي في هذه الآية ( مز 73: 24 ). إنها تحدثنا عن اكتفاء المؤمن بالرب في هذا العالم وفي الآتي، كما أنها تذكِّرنا بأخنوخ، الذي سار مع الله، ثم انتقل ليكون معه. أخذه إليه! وعليه، فيمكن القول إن حياة المؤمن تبدأ بانتقال وتُختم بانتقال. فالمؤمن يبدأ المسيرة بالانتقال من دائرة الظلمة إلى دائرة النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله وملكوت ابن محبته، ومن العبودية إلى حرية النعمة، ولكنها أيضًا تُختم بانتقال مجيد، من هذا العالم إلى محضر الرب يسوع في السماء، حيث تبدأ الترنيمة الأبدية التي لن يعقبها أنين ولا آلام!
رائعة هذه الرُباعية المتضمنة في الآية التي في رأس المقال:
«دائمًا معك»: يا للكرامــة!
«أمسكت بيدي اليُمنى»: يا للأمـان!
«برأيك تهديني»: يا للامتياز!
«وبعد إلى مجدٍ تأخذني»: يا للسعادة!
أخي الحبيب شريك السياحة الآن، والمجد عن قريب. ما أعظم كنوز النعمة التي تناسب احتياجاتنا في هذا العالم، وما أعظم كنوز المجد التي تناسب أفراحنا في العالم الآتي!