الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في مغارة عدلام
واجتمع إليه كل رجل متضايق، وكل مَنْ كان عليه دين، وكل رجل مُرّ النفس، فكان (داود) عليهم رئيسًا ( 1صم 22: 2 )
ما أروع هذا المشهد الذي لم يقصد الوحي من تسجيله سوى أن يلوِّح أمام النفوس الحائرة والخائرة براية الراحة الحقيقية، لا في داود بن يسى في حد ذاته، وإنما من خلال هذا الظل الباهت يظهر مجد ابن داود الحقيقي، ربنا يسوع المسيح.

لقد كان داود مُطاردًا ومُضطهدًا من شاول. مرفوضًا ومُبغضًا منه، صورة لربنا الذي هو مرفوض الآن من العالم، الذي قتله، متخطيًا بذلك كل الشرائع والقوانين. ومع أن داود كان مُطاردًا، لكن «اجتمع إليه...» أي انضم إليه مجموعة من الناس، وإن كانت جماعة بسيطة وغير مُعترف بها من العظماء وجبابرة البأس، لكن فيها نرى صورة لأولئك الذين وجدوا في شخص المسيح كل كفايتهم وشبعهم وسرورهم وغناهم الحقيقي، الذي وإن كان قد احتقره البناؤون باعتباره الحجر، ولكننا نحن نأتي إليه باعتباره «حجرًا حيًا»، بل هو «حجر كريم»، ذاك الذي قَبِلَ من الآب كرامةً ومجدًا، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: «هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سُررت به» ( 2بط 1: 17 ). وأمام روعة هذا المشهد لنصغِ إلى تحريض الرسول بالروح القدس: «فلنخرج إذً إليه خارج المحلة حاملين عاره» ( عب 13: 13 ).

وما هي نوعية الناس الذين التفوا حول داود المُطارد؟ لقد كانوا أُناسًا حطَّمتهم الظروف والمآسي، فمنهم المتضايق، ومنهم مَنْ كان عليه دين، ومنهم مَنْ هو مُرّ النفس. وما أكثر ما تُسبب هذه الأمور من خوار للنفس، وانحناء تحت ثقلها. فأين تجد النفس المنحنية راحتها وفرحها وسلامها وهدوءها؟ بكل تأكيد في ذلك الشخص المحبوب، ربنا يسوع المسيح، والذي كان داود في هذا المشهد مجرد رمز له. فمَنْ هو كُفء لرفع النفس من كل مرائرها الشديدة سواه، ذاك الذي قيل عنه وبحق «عاضد كل الساقطين، ومقوِّم كل المُنحنين» ( مز 145: 14

«فكان عليهم رئيسًا». وفي هذه الكلمة يسطع شعاع مجد خاص لربنا يسوع المسيح، يختفي وراءه الظل وتبدو الحقيقة في ذاك الذي أقامه الله رئيسًا ومُخلصًا، والذي هو بالنسبة للمتغربين «رئيس الإيمان»، وبالنسبة لأولاد الله المحبوبين، هو «رئيس خلاصهم»، وبالنسبة للمتألمين العابرين الوادي، هو «رئيس الكهنة الرحيم والأمين».

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net