الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يوليو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البار من أجل الأثمة !
فإن المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله ( 1بط 3: 18 )
استراح الجيش الفرنسي في خيامه بعد معركة عظيمة، وكان في انتظار معركة أخرى في اليوم التالي، ولكن الامبراطور ”نابليون بونابرت“، الذي كان يقود الجيش بنفسه، كان يعلم أن جيوش الأعداء مُرابطة على مسافة قريبة منه. فلم يهدأ الرجل، ولم يستطع النوم، فخرج ومعه أحد ضباط جيشه ليتفقد أحوال المعسكر، وليرى هل الحرّاس يقظون في حراستهم أم لا. وإذ به يجد حارسًا غارقًا في النوم، وهذه جريمة عقوبتها الموت. ولكن الامبراطور رثى لحال الحارس وأشفق عليه، وبدل أن يُصدر حكم الموت عليه، انحنى إلى الأرض، وحمل سلاحه الذي كان قد سقط منه، ووقف مكانه حتى مطلع الفجر.

ولما استيقظ الحارس، ووجد الامبراطور واقفًا بجانبه، ارتعب من الخوف وتحقق موته. ولكن الامبراطور رَبت على كتف الحارس، وقال له بمحبة وحنان: ”هوّن، عليك يا ابني ولا تخف، فقد وقفت مكانك، وما كنت أطلبه منك، قد عملته بالنيابة عنك“.

عزيزي .. هذا هو نفس ما عمله الله معنا! .. نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا نستحق الموت والعذاب الأبدي، محكومًا علينا بعقوبة أبدية نقضيها في بحيرة النار والكبريت لننال فيها بعدلٍ استحقاق ما فعلنا، ولكني نظرت، وإذ بابن الله «ربي وإلهي» يأتي إلينا، ويقف مكاننا ـ مكان المذنوبية والدينونة ـ أمام عدالة الله، ويحمل في جسمه على الصليب كل عقوبة خطايانا، وكل قصاص نستحقه كأجرة لآثامنا «كلنا كغنمٍ ضللنا. مِلنا كل واحدٍ إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا» ( إش 53: 6 ).

لقد أخذ ـ له كل المجد ـ مركزنا بكل نتائجه الرهيبة، لكي نأخذ نحن مركزه بكل نتائجه المجيدة. ولقد حُسب هو المُذنب لكي نُحسب نحن مُتبررين. تركه الله لكي يقبلنا نحن. صار وسط ساعات الظلمة لكي ينقلنا نحن إلى النور الأبدي. على الصليب قام عليه كل ما كان ضدنا، وفوق خشبة العار احتمل كل ما كان علينا لكي لا يُبقي علينا منها شيئًا مُطلقًا. واجه الدينونة والموت، فناب عنا فعلاً لكي نتمتع نحن بالبر والحياة الأبدية. شرب كأس الغضب وتجرَّع غُصص الهوان لكي نتناول نحن كأس الخلاص ونرتوي من فيض محبة الله وغنى نعمته.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net