الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عندما تضحك السماء!
لماذا ارتجت الأمم. وتفكَّر الشعوب في الباطل؟ ... الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم ( مز 2: 1 ، 4)
عندما تضطرب أحوال الأرض، وعندما تكثر علامات الاستفهام المُحيِّرة في حياتنا، وعندما يزداد هياج العدو، جيد لنفوسنا أن نتذكر أن ”السماء سلطان“، بل وإن الساكن في السماوات يضحك؛ فمن كل فوضى، ومن خلال كل تشويش، ومن خلف كل ظلمة، الله دائمًا يحقق مقاصده العظيمة بحكمة فائقة.

إن هذه الحقيقة الرائعة تسطع بوضوح على صفحات الوحي. فعندما حسد إخوة يوسف أخاهم وباعوه، وعندما افتُريَ عليه من امرأة شريرة وظُلم فسُجن، وعندما أُحيكت المؤامرة على مردخاي وشعب الله، وعلى الرجال الثلاثة ليدخلوا الأتون، وعلى دانيال ليُطرح في جُب الأسود، وغير ذلك من الأمثلة التي تفوق الحصر في حياة الملايين من القديسين عبر آلاف السنين، عند كل هذه ظن العدو أنه قد ظفر، وظن الإنسان أن الشر انتصر، بل وكاد الإيمان يفشل إذ شعر أن كل شيء قد انتهى، وأن زمام الأمور قد أفلت. وماذا كان حال السماء؟ «الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم (بالشرير وبالأشرار)».

والمزمور الثاني يحدثنا عن أشهر مؤامرة شيطانية حيكت على مرّ التاريخ، في مشهد صلب المسيح. وما كان الأشرار وقتئذٍ يدركون أنهم بذلك يتممون مشورة الله المحتومة، وأنهم ما كانوا أبدًا أكثر من «أيدي أثمة»! ( أع 2: 23 ) نفذت مقاصد الله العظيمة، التي تنتج، دائمًا، مجدًا لله، ونُصرة على الشيطان، وبركة للإنسان.

وعالم اليوم يسير مُسرعًا نحو ارتداد قريب ومؤامرة أخرى ضد الرب ومسيحه، وذلك بعد اختطاف الكنيسة «وحينئذ سيُستعلن الأثيم» ( 2تس 2: 7 ، 8)، فتكون هذه مقدمة لتطهير الأرض كلها من المعاثر وفعلة الأثم. على أن العدو الذي لا يهدأ، سيقود ارتدادًا علنيًا ـ ثالثًا وأخيرًا ـ عندما يُحَل من سجنه زمانًا يسيرًا عند نهاية مُلك المسيح، فتكون هذه بداية النهاية الأبدية المُرعبة له، وإيذانًا بسماوات جديدة وأرضٍ جديدة يسكن فيها البر.

ليتنا إذًا ـ أيها الأحباء ـ لا نضطرب كثيرًا لِما نواجهه في رحلة حياتنا من مواقف مُحزنة أو مُحيرة، ولا نتوقف لننشغل كثيرًا بمجرى الأحداث العالمية وتطورها حولنا، فالله يجعل كل الأمور تعمل في اتجاه واحد: تحقيق مقاصده، وخير شعبه.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net