الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عوبديا وإيليا
وخَرَّ (عوبديا) على وجهه وقال: أ أنت هو سيدي إيليا. فقال له: أنا هو، اذهب وقُل لسيدك: هوذا إيليا ( 1مل 18: 7 ، 8)
بينما كان إيليا يخدم الله جهارًا، كان عوبديا يخدم الله سرًا، ويخدم أخآب جهارًا. كان إيليا يتنسم الهواء النقي في حضرة الله، وعوبديا يستنشق الهواء الفاسد في قصر أخآب. كان إيليا يتناول طعامه يوميًا من الله، وكان عوبديا هائمًا على وجهه يفتش عن عُشب لخيول أخآب بغاله. وهل هذا ما يشغل تفكير خادم الرب؟!

قد يكون للبعض قصر أخآب أكثر جاذبية من شواطئ نهر كريث المُنعزلة، أو بيت الأرملة الفقيرة، ولكن يجب أن نمّد البصر للنهاية، فهذا هو التقييم الصحيح للأمور، كما فعل آساف عندما قال: «حتى دخلت مقادس الله وانتبهت إلى آخرتهم» ( مز 73: 17 ). وبهذا التقييم تصبح حياة إيليا الخشنة، أفضل كثيرًا من تنعمات قصر أخآب.

إن عوبديا لم يؤخذ على غرّة في وقت من الأوقات، بل كان كل حياته في هذا الوضع، وكان رجلاً ذا مبادئ مُختلطة. كان مثل لوط في سدوم، يًعذِّب نفسه البارة كل يوم بشرور بيت أخآب.

إن اللقاء الذي تم بين إيليا وعوبديا، اتّسم بالطابع الرسمي أكثر من الشركة الحُبية بين القديسين. فعندما رآه عوبديا وعرفه، قال له: «أ أنت هو سيدي إيليا؟» ( 1مل 18: 7 ). وإيليا أراد أن يحتفظ بالمسافة الكبيرة بينه وبين عوبديا بسبب الوضع الخاطئ الذي كان فيه طوال هذه السنين. فقال له: «أنا هو». ثم كلَّفه بإرسالية قائلاً: «اذهب وقُل لسيدك: هوذا إيليا» ( 1مل 18: 8 ).

حاول عوبديا أن يهرب من هذه الإرسالية التي كانت في نظره تحمل خطرًا كبيرًا على حياته. فقال: «ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد أخآب ليُميتني؟» (ع9). لكن إيليا لم يَقُل شيئًا عن الخطية، وإنما ضمير عوبديا قد تحرك إذ رأى إيليا.

إن ما قاله عوبديا يُشبه ما قالته الأرملة الأممية في صرفة: «ما لي ولك! ... هل جئت إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟». ثم قال: «حيٌ هو الرب إلهك (وليس إلهي)» (ع10)، تمامًا كما قالت الأرملة لإيليا (1مل17). ومن الواضح أن قلب عوبديا ضربه عندما رأى إيليا. وأولئك الذين في أوضاع خاطئة إذا قابلوا شخصًا له مكانة روحية وهيبة سماوية، فإنهم سيشعرون بالقلق والاضطراب لأن ضمائرهم ستتحرك وتُشعرهم بعدم توافقهم مع الله.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net