الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل أكلته؟
مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ( يو 6: 54 ، 55)
من الأهمية بمكان أن ندرك أن المسيح هنا لم يكن يعني الأكل الحرفي الجسدي، ولا الشرب الحرفي، كما ذهب في ذلك بعض المعلمين، ونسوق لذلك العديد من الأدلة:

(1) إن استعارة الأكل لم تكن غريبة على عقلية المستمع اليهودي، فهم يعرفون ما قاله مثلاً إرميا النبي: «وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» ( إر 15: 16 ). واضح هنا إن الأكل الذي يتحدث عنه النبي، ليس له أدنى علاقة بالأكل الحرفي الجسدي.

(2) إن أسلوب الاستعارة هو أسلوب شائع في أقوال المسيح بحسب إنجيل يوحنا، وسبق أن تقابلنا معه في ص3، ولم يفهمه نيقوديموس وقتها، إذ ظن أن المسيح يتكلم عن الولادة بالمفهوم الجسدي، فقال للمسيح متعجبًا: «كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخٌ؟ أَ لعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويُولد؟» ( يو 3: 4 ). ثم جاء هذا الأسلوب أيضًا في الأصحاح الرابع، ولم تفهمه المرأة السامرية، عندما وعدها المسيح أن يعطيها الماء الحي ( يو 4: 11 ).

(3) إن المسيح سبق أن تحدث صراحة في هذا الإنجيل عينه عن استعارة الأكل، لما قال لتلاميذه، ما لم يفهموه أيضًا وقتها، قال: «أنا لي طعامٌ لآكل لستم تعرفونه أنتم ... طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله» ( يو 4: 32 ، 34).

(4) إن المسيح في هذا الفصل عينه أوضح ما الذي يقصده من الأكل منه إذ قال عن علاقته بالآب: «كما أرسلني الآب الحي، وأنا حيٌ بالآب، فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي» (ع57). واضح أن في علاقة المسيح بالآب لا توجد مسألة أكل حرفي.

(5) إن المسيح في نهاية هذا الحديث بالذات، قال إن «الروح هو الذي يُحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئًا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة» ( يو 6: 63 ). بمعنى أنه حتى ولو أكلتم جسدي حرفيًا، ووصل جسدي الحرفي إلى أعماق بطونكم، لن ينفعكم هذا شيئًا، بل إن أردتم الاستفادة من كلامي فعليكم فهمه بأسلوب روحي.

إذًا فكيف نفهم الأكل من المسيح والشرب منه؟ قال المسيح «مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (ع35). وكيف نفهم أكل جسده وشرب دمه ـ معناه أن نؤمن بتجسد ابن الله، وسفك دمه لأجلنا على الصليب؟ فهل تؤمن من قلبك بذلك يا صديقي العزيز؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net