الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دعوة إبراهيم
ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين، قبلما سكن في حاران وقال له: اخرج من أرضك ومن عشيرتك، وهلُم إلى الأرض التي أُريك ( أع 7: 2 ، 3)
عندما دعى الله أبانا إبراهيم لكي يخرج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه إلى الأرض التي يُريه، جذبه بنفسه باعتباره «إله المجد»، وهذا ما جعل إبراهيم يرتقي فوق كل جاذبيات مدينة «أور الكلدانيين»، التي معنى اسمها ”المدينة المتلألئة“ التي تصوِّر لنا العالم في حضارته ومباهجه وجاذبياته، وحلَّق أيضًا فوق الروابط الاجتماعية المُتمثلة فى عشيرته، وفوق الروابط العائلية العاطفية المُتمثلة في بيت أبيه. ويبدو أن إيمان إبراهيم أنشأ نهضة روحية في عائلته، بدأت بأبيه «تارح» الذي معنى اسمه ”معوِّق“، وهو يُشير إلى الإنسان الطبيعي الذي يتأثر ”للوقت“ في أجواء النهضات الروحية، فيختبر إصلاحًا أدبيًا مؤقتًا دون ولادة ثانية، ودون الحصول على طبيعة جديدة ( 2بط 2: 18 - 20). إنه يحب التسلط والقيادة، وإلى أين يذهب بمسيرة الإيمان إلى «حاران» التي معناها ”الحر الشديد“ أو ”القيظ“؟ إن الجسد الذي فينا، كفيل بأن يُفسد كل ما يخص الرب والمؤمن، عندما يُعطى له زمام القيادة. ولكن عندما مات ”تارح“ أخذ إبراهيم يسير متجهًا نحو المكان الذي دُعيَ إليه من إله المجد. فليت الجسد الذي فينا يُوضع في حكم الموت حتى لا يُفسد علينا كل خير من الله، وتعود مسيرة الإيمان إلى مسارها الصحيح ولا تتعوق.

وعندما أتى إبراهيم إلى الأرض واجتاز فيها «كان الكنعانيون حينئذٍ في الأرض» ( تك 12: 6 ) وهم صورة لأجناد الشر الروحية في السماويات الذين كل غرضهم هو حرمان المؤمن من التمتع بالبركات الروحية الممنوحة له. لكن سرعان ما يَرِد القول: «وظهر الرب لأبرام» (ع7). وهذا فقط ما يجعل أبرام لا يضع قلبه على هؤلاء الأعداء، بل أصبحت مشغوليته الأولى هي محضر الرب «بيت إيل»، فأعطى ظهره للعالم واعتبره كومة خراب (كمعنى اسم عاي)، وأقر بغربته «فنصب خيمته»، وقدم السجود والعبادة «بنى مذبحًا»، وشهد للرب مُستندًا عليه «دعا باسم الرب» ( تك 12: 7 ، 8).

لكن سرعان ما انحدر إبراهيم إلى «مصر» التي تُشير إلى العالم بمُغرياته وشهواته، والمؤمن لا شك خاسر هناك؛ يخسر غربته وشركته مع الله، ويتسبب في سبي أحبائه ( تك 12: 1 - 4).

خليل حزقيال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net