الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جوانب مُضيئة قبل الصليب
وإذ كان جالسًا على كرسي الولاية أرسلت إليه امرأته قائلة: إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيرًا في حُلم من أجله ( مت 27: 19 )
هناك جوانب مُضيئة قبل الصليب:

أولاً: بطرس .. دائمًا يرتبط في ذهننا الصليب بخيانة يهوذا وإنكار بطرس للرب، بالرغم من الفارق العظيم بينهما. فيهوذا كان يسير مع الرب وقلبه مع المال، فلم يكن للإخلاص مكان في قلبه، فسقط من هنا. أما بطرس فكان يسير مع الرب وقلبه مشغول به، ولما قال للرب: «إني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت» ( لو 22: 33 ) كان صادقًا وُمخلصًا في قلبه. ولكن بطرس لم يكن يعرف ذاته وضعفه، ومن هنا سقط. ماذا تظن يا أخي لو أنك كنت في محل بطرس، هل تعتقد أنك ما كنت لتنكر السيد؟ .. إذا كنت مُخلِصًا فإنك كنت ستنكره نظير بطرس، وإن لم تكن مُخلِصًا فقد كنت حتمًا ستبيعه نظير يهوذا.

لكن الأمر المُضيء في بطرس أنه عندما نظر إليه الرب نظرة الإشفاق (وليس العتاب ولا الإدانة) عرف حقيقة ذاته، فخرج وبكى بكاءًا مُرًا. فإخلاص بطرس نقطة مُضيئة، وتوبته وبكاؤه نقطة ألمع نورًا.

ثانيًا: امرأة بيلاطس: لا شك أن قصة يسوع والقبض عليه وصلت إلى مسامع الوالي قبل أن يقدموا الرب إليه ليحاكمه، فالجُند الذين قبضوا علي السيد هم جُنده. وواضح أنه تحادث مع امرأته عنه. وبالرغم من أننا لا نستطيع أن نعرف ما إذا كانت رسالتها التحذيرية إلى زوجها نبعت ـ وهذا ما نتمناه ـ من إيمان حقيقي بالرب، أو مجرد تعاطف مع شخص مظلوم، ففي الحالتين كانت هذه نقطة مضيئة، ولكن للأسف لم تؤثر ولا على ضمير بيلاطس.

ثالثًأ: بنات أورشليم: كُن يبكين عليه، تعاطفًا معه وتأثرًا إنسانيًا بما رأينه، ولم يكن يدرين أن عدم إيمان الأمة به سيجلب عليهن وعلى أولادهن القضاء المروع الذي تم سنة 70 ميلادية على يد تيطس شقيق نيرون وقائد جيشه. فما هو موقفك أنت أيها القارئ العزيز من السيد المصلوب؟ هل وقفت عند حد التعاطف معه، أم تقدمت إلى الإيمان القلبي به كالمخلص الوحيد؟ إن كونك مسيحيًا، وتعاطفك، بل وربما تقديرك أيضًا للرب لا يغنيك عن قبوله كالمخلص الوحيد من الخطية ودينونتها، وكم هي رهيبة، حتى أن القضاء الذي وقع على أورشليم لا يُقارن بالأبدية الرهيبة التي ستقضيها في جهنم إن لم تكن قد قبلته مُخلصًا شخصيًا.

مراد فارس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net