الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 سبتمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خدمة الصلاة
يسلم عليكم أبفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مُجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات ( كو 4: 12 )
أبفراس هو صورة صحيحة للرجال الذين نحن في مسيس الحاجة إليهم في وقتنا الحاضر، فأتعابه كما يدونها الوحي، يظهر أنه لم يكن لها الصورة الخارجية الخلابة، بل لم تكن ظاهرة أمام عيون الناس، ولا مُعرَّضة لمديحهم، ومع ذلك، فقد كانت أتعابًا ثمينة لا تُقدَّر قيمتها ـ أتعاب المخدع، أتعابًا داخل الأبواب المُغلقة، أتعابًا في المقادس. أتعابًا يصبح بدونها كل شيء عقيمًا لا قيمة له.

فالوحي الإلهي لا يضع أمامنا أبفراس كمبشر مُقتدر، ولا كمُحرر ماهر، ولا كسائح عظيم، مع أنه ربما كان هكذا، وهذه الخدمات ثمينة ونافعة في محلها.

نحن نشكر الله من أجل المُبشرين، ومن أجل الكُتَّاب، ومن أجل المتجولين في خدمة المسيح، ولكننا نحتاج إلى رجال صلاة، رجال مخدع، رجال كأبفراس. إننا في حاجة إلى روح صلاة بحرارة وجهاد ومواظبة، لأنه بدون ذلك، لا نجاح في أي شيء. رجل بدون صلاة هو رجل فارغ، واعظ بلا صلاة هو واعظ بلا فائدة. كاتب بلا صلاة هو كاتب عقيم، مبشر بلا صلاة قليل الثمر، راعِ بلا صلاة، لا يستطيع أن يقدم الطعام الكافي للقطيع، نحن في حاجة إلى رجال صلاة، رجال كأبفراس، رجال تشهد جدران مخادعهم بجهادهم وغيرتهم، هؤلاء هم بلا شك الرجال النافعون اللازمون لوقتنا هذا. وما كان ليعرف الكولوسيون عن خدمة أبفراس الحُبية الحارة لهم، لو لم يدوّنها الروح القدس، بل ربما رماه البعض منهم بالتقصير في الاهتمام بهم والغيرة من أجلهم، وربما وجد بينهم كما يوجد الكثيرون الآن يقيسون الإنسان وعواطفه بزياراته ورسائله، ولكن هذا المقياس مُختل.

ختامًا نقول: إن أقوى مُحرِّض لتدريبنا على روح أبفراس، هو أن هذه الروح تتفق تمامًا مع روح المسيح، هذا هو أسمى باعث. فالمسيح مشغول بالشفاعة في شعبه، راغبًا أن «يثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله». وكل مَنْ ينشغل بالصلاة لهذا الغرض، يحظى بسمو الشركة مع هذا الشفيع العظيم، يا له من أمر عجيب أن يسمح لخلائق ضعيفة نظيرنا في هذه الأرض، أن تصلي من أجل نفس الغرض الذي يشغل أفكار ربنا في المجد.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net