الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 سبتمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بركة الحفظ الإلهي
ولكني دائمًا معك. أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعد إلى مجدٍ تأخذني ( مز 73: 23 ، 24)
من حق كل مؤمن حقيقي أن يتغنى بهذه البركات الرباعية المتضمنة في الآية التي في رأس المقال: وهي بركة الإقامة في دائرة الرضا الإلهي، ثم بركة حفظ النعمة، وثالثًا بركة إرشاد النعمة، وأخيرًا بركة القيادة الإلهية إلى المجد الأبدي.

أما عن بركة الحفظ الإلهي، فيقول آساف: «أمسكت بيدي اليُمنى». لقد قال آساف في أول المزمور: «كادت تزل قدماي. لولا قليل لزلقت خطواتي». فلماذا لم يسقط آساف؟ الإجابة لأن الرب، كأنه في اللحظة الأخيرة، أمسك بيده اليُمنى. وهو ما عبَّر عنه داود حسنًا عندما قال عن الصدِّيق: «إذا سَقَط لا ينطرح، لأن الرب مُسند يده» ( مز 37: 24 ). ليس الحق أن المؤمن لا يسقط مُطلقًا. بالأسف هو عُرضة لأن يسقط، وهو ما يؤكده اختبارنا أيضًا. ولكن حمدًا لله لأنه إذا سقط لا ينطرح، بسبب إمساك الرب بيده.

لقد كان الأتقياء من الشعب القديم يسافرون كثيرًا إلى المكان الذي اختاره الرب ليحل اسمه فيه. والأرض مليئة بالحُفر، واللصوص يتربصون بالمسافرين، والمخاطر تُحيط بهم من كل جانب. ومع ذلك فقد وعدهم الرب بسلامة الوصول. وهذه واحدة من ترنيماتهم أثناء تحركهم، يقول فيها الأتقياء عن إلهنا العظيم: «لا يَدَع رجلك تَزِل. لا ينعس حافظك. إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل. الرب حافظك. الرب ظلٌ لك عن يدك اليُمنى .... الرب يحفظك من كل شر، يحفظ نفسك. الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر» (مز121). ست مرات يؤكد الرب في هذا المزمور الصغير حفظه للمؤمن. ويا له من فكر مُعزِ، إن الذي يمسك بيمينه السبعة الكواكب ( رؤ 2: 1 )، هو الذي يمسك بيمينه كل واحد من قديسيه! وهذا سر أمننا. قال الرب: «لا تخف لأني معك، لا تتلفت لأني إلهك. قد أيّدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري ... لأني أنا إلهك، المُمسك بيمينك، القائل لك: لا تخف، أنا أعينك» ( إش 41: 10 ، 13).

وكم يلذ لنا أن نتأمل في هذه النعمة المترفقة بنا والتي تكفي لطول الرحلة، فنحن لم نخلص فقط بالنعمة، بل إننا نُحفظ بها أيضًا. إن تعليم الخلاص بالنعمة يؤكد أننا خلُصنا ليس لأننا، بل بالرغم من أننا! والأمر عينه بالنسبة لطول الرحلة. النعمة التي خلَّصتنا هي ذاتها التي تحفظنا حتى النهاية.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net