الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 يناير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الآن نحن أولاد الله
لم تأخذوا روح العبودية .. للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ( رو 8: 15 ، 16)
حقًا هي بركة عُظمى أن ننال غفران الخطايا. ولقد كانت بركة غفران الخطايا هي أقصى أماني قديسي العهد القديم ( مز 32: 1 ؛ 103: 2؛ أي33: 27؛ مي7: 18)، أما نحن فنلنا ذلك وأكثر. فواضح أن غفران الله لخطايا الشخص شيء، وأن يجعل هذا الشخص ابنًا له، شيء آخر، أسمى وأعظم. فنحن لم نصبح مجرد مُذنبين مغفوري الذنب، بل أصبحنا أولادًا لله، بكل ما لهذا المقام السامي من كرامة ومعَزَّة.

لقد وُلدنا ثانية بعمل الروح القدس وبواسطة كلمة الله. لقد صرنا أولاد الله، ولنا ذات طبيعته الإلهية لأننا مولودون منه ( 1يو 2: 29 ). وإذ تم هذا، سكن الروح القدس فينا، وجعل مسكنه في أجسادنا، وهو يُذكِّر قلوبنا أننا أولاد الله. ولأن الروح القدس هو روح التبني، فإنه يُوجِد فينا إحساسات الأبناء، أي مَنْ قُرِّبوا حتى صاروا أولاد الله الأحباء. ويقول الرسول: «الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله»، وأنه يصرخ في داخلنا «يا أبا الآب». فنحن بحصولنا على عطية الروح القدس، نعرف علاقتنا المباركة بالآب «الآن نحن أولاد الله» ( 1يو 3: 2 ). كما أننا لم نأخذ روح عبودية، تُخيفنا خوفًا له عذاب، بل أخذنا روح التبني الذي يُنشئ فينا الخشوع التَقَوي والمَهَابة للآب.

وعندما يقول الرسول: «الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله»، فهذا معناه أنه في داخلنا الآن لا شهادة واحدة، بل شهادتان (قارن يو8: 17)، فالروح القدس يشهد لأرواحنا، (أو مع أرواحنا)، وهذا يقوّي الشهادة التي في داخلنا بأننا أولاد الله. وهذه الشهادة الداخلية لنا بالروح القدس الساكن فينا، هي بخلاف شهادة الإنجيل الخارجية. وواضح أن مَنْ يكون عنده الشهادة في داخله، فهذه أقوى شهادة ممكن أن تكون.

وبعد أن أرسى الرسول مسألة أننا أولاد الله، تحدَّث عن بركة عظيمة مرتبطة بهذه البركة السابقة، وهي أننا وارثون مع المسيح: «فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله ووارثون مع المسيح». وما أبعد الفارق وأعظم التغيير بين إنسان خاطئ يتعامل مع الله الديان، وهو ما كناه قبلاً، وابن لله مُبرر، ويتعامل مع الله كأب مُحب، بل ابن وارث له، له ميراث الله المجيد، بل ووارث مع المسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net