الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 يناير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اجلسي .. حتى (2)
فقالت: اجلسي يا بنتي حتى تعلمي كيف يقع الأمر، لأن الرجل لا يهدأ حتى يُتمم الأمر اليوم ( را 3: 18 )
«اجلسي» حتى متى؟ «حتى تعلمي كيف يقع الأمر» هذا هو الامتحان. أ ليس لأننا نجهل كيف يقع الأمر نجد صعوبة في أن «نجلس»؟ كم يكون الحال متغيرًا لو علمناه. لو علمنا مصير تلك الحالة التي تتأثر لها أعمالنا تأثرًا بليغًا. لو علمنا كيف يجب أن نخطو الخطوة التالية في أمر جوهري في حياتنا. لو علمنا كيف نستعد للأيام المُقبلة. لو علمنا سبب تأخير ذلك الخطاب الذي طال علينا انتظاره. لو علمنا لماذا تسرب الفتور إلى ذلك القلب الذي كان يومًا ما يحبنا بشدة. لو علمنا لماذا تقسى علينا مَنْ كانت أحشاؤه ترق علينا قبلاً. لو علمنا محتويات ذلك الخطاب الذي عندما نقبض عليه تهتز يدنا ويضطرب قلبنا ونرتعب كثيرًا قبل أن نفتحه، لو علمنا أين نجد ذلك الابن التائه ”ابن محبتنا وعنايتنا“. لو علمنا هل سنُشفى من هذا المرض أم لا. آه لو علمنا الأمور المُخفاة عنا التي لا تُحصى، عندئذٍ يصبح من السهل أن «نجلس». ولكننا في الواقع لا نعلم. لا نستطيع أن نعلم حتى ... ولكن نستطيع أن نتكل على الله. وإن كان في حكمته أخفى واحدة أمامنا إلا أننا نعلم بأنه يرى النهاية من البداءة. إن كنا مدعوين لأن «نجلس». إلا أننا نوقن بأنه هو في عمل دائم في جانبنا. هو مُتمم لكل مشيئته الصالحة من نحونا. عندما نواجه مستقبلاً مظلمًا، عندما تهاجمنا الشكوك التي تسوقنا إلى اليأس، فإن معرفتنا بأنه يعرف كل شيء وأنه يحب ويعتني وأنه فوق الجميع ـ هذه المعرفة تخلصنا من الاضطراب، وتمكننا من أن «نجلس» في راحة وسلام. وما أعظمها بركة أن نخلص من مخاوفنا وأوهامنا وقلقنا وغضبنا وجميع حركات”الجسد“ الباطلة.

«نجلس» في هدوء عندما نتكل على الله. عندما ننتظر الرب ونعطيه الفرصة ليتمم مشيئته بالطريقة التي يراها. إن النتيجة هي النصرة على كل الظروف ونوال السلام الكامل. احسبه أيها الأخ العزيز الامتياز الأعظم أن تسلِّم أمرك وطريقك لله وتتركها هناك.

يا نفسي ليكن الأمر هكذا معك. قد نجهل ما هو أمامنا، ولكننا نعلم هذا أن لا شيء البتة يخفى عليه ولا شيء يقف في سبيل تنفيذ أغراضه، ولا شيء يثبت أمام قوته، كما أنه لا شيء يستطيع أن يقلل من محبته الإلهية لنا.

و.ج. هونكج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net