الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى القائد النبي
ولم يَقُم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عَرَفه الرب وجهًا لوجه، في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها.. ( تث 34: 10 ، 11)
في تثنية 34: 10- 13 نقرأ عن موسى الذي يحمل موجزًا لسيرته. وبالرغم من كونه الأول في قائمة طويلة من الأنبياء، إلا أن موسى يقف متفردًا، وهو تفرُّد، لا من جهة اتضاعه فحسب ( عد 12: 3 )، بل أيضًا من جهة قيادته العظيمة وقواته المعجزية. إلا أن كل هذا نبع من علاقته الحميمة مع يهوه، والتي نتجت، بدورها، من طابعه كأكثر الناس على الأرض حلمًا واتضاعًا ( عد 12: 3 ).

ولدى الله مكان خاص، وخدمة خاصة لأولئك الذين هم على استعداد أن يقبلوه كالإله: الخالق، والمالك، والسيد ـ للكون والفرد على السواء، وأن ينحنوا بكل كيانهم أمامه، مُرتعبين في خضوع وتوقير لكلامه، وهم ليسوا كثيرين!

لقد كان موسى من فئة تجد مثالها الأعظم في الإنسان يسوع المسيح «وديع ومتواضع القلب» ( مت 11: 29 ) الذي يدعونا أن نحمل نيره ونتعلم منه. وقد قال الرب يسوع إن الخادم المثالي يتبعه عن قُرب ( يو 12: 24 - 26)، في حالة من إنكار الذات تجعله مثل حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت «مَنْ يحب نفسه يُهلكها، ومَنْ يُبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية».

وبالرغم من أن موسى لم يسمع أبدًا تعاليم الرب يسوع، إلا أن تلك الروح ذاتها قد ميَّزته. إننا نرى الرب ساخطًا جدًا في خروج 32: 33 وأيضًا في عدد14: 11- 25 بسبب تقلب عواطف إسرائيل وميلهم الدائم للفشل، حتى أنه تكلم عن محو الأمة وإنشاء أمة جديدة من نسل موسى، مُقدمًا له الفرصة أن يأخذ مكان إبراهيم نفسه كالأب الأكبر لشعب الله. لكن موسى أجاب أنه إن لم يكن الله على استعداد أن يغفر لهم، ويستمر في قيادتهم ومُصاحبتهم، فليمحُه هو أيضًا من قائمة المختارين. وذكَّر الرب أن اسمه هو سيُهان في أعين الأمم حولهم إن هو تخلى عن إسرائيل في هذه الأزمة.

إن ردًا مثل هذا على الله يتطلب جرأة مقدسة لا تأتي إلا من العلاقة الحميمة مع القدير المؤسسة على الاتضاع، والتي استمتع بها موسى ( إش 57: 15 ، 66: 1، 2). وهذا الرد يبين فورًا مدى القُرب الذي تمتع به موسى من الله، كما يبين إنكار الذات التام الذي تميَّزت به خدمته لله، التي وصلت حينما تطلب الأمر إلى ولاء للشعب حتى الموت. هذا هو مقياس عظمة الخادم ونفعه، فيا ترى أين نحن منه؟

بيل فان رين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net