الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 نوفمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخضوع للسلطة
فاخضعوا لكل ترتيبٍ بشري من أجل الرب ( 1بط 2: 13 )
يكتب الرسول بطرس في رسالته الأولى عن الخضوع للسلطات الحكومية والرؤساء في العمل، ويعلِّم الزوجات أن يكنَّ خاضعات لأزواجهن، والأحداث أن يكونوا خاضعين لشيوخهم. بل ويزداد شدة عندما يقول إن علينا أن نخضع لأُناس هم أبعد ما يكون عن الكمال، وبالتالي فعلينا أن نكون مستعدين للألم والتجارب. وبتعبير آخر: إننا نخضع لا لأننا نُسر بالخضوع، ولا لأنه يجلب لنا إشباعًا فوريًا، ولكن لأنه يُسر الله. فهو، على سبيل المثال، يقول للعبيد: «أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المُترفقين فقط، بل للعُنفاء أيضًا» ( 1بط 2: 18 ).

وكيف يمكن أن يكون هذا؟ نلاحظ أن الأصحاح الأول لا يبدأ بالخضوع بل بالخلاص، وهذا هو المفتاح. إن كان الله قد اختارنا في الأزل (ع2)، وأعطانا رجاءً حيًا بقيامة يسوع المسيح من الأموات (ع3)، ووعد أن يحفظنا بقوته حتى نصل إلى السماء (ع4، 5)، وافتدانا بدم المسيح الكريم (ع18)، وولدنا ثانيةً بكلمة الله (ع23)، فهو، بكل تأكيد، قادر على أن يجعلنا نُظهر الخضوع الذي يُسره. هذه هي الكيفية التي يصف بها بطرس الخلاص: ليس أنه فقط يعتقنا من عقوبة الخطايا، بل يعطينا نصرًا حاضرًا على قوة الخطية حتى في عالم رفض المسيح ويرفضنا أيضًا.

ولماذا يُسر الخضوع الله؟ لأنه يعكس الطريقة التي عاش بها ربنا يسوع المسيح عندما سار في هذا العالم البائس. ويصف إنجيل متى سبع طرق أخضع بها الرب يسوع نفسه في ساعاته الأخيرة قبل الموت على الصليب: (1) أخضع نفسه لمشيئة الآب (26: 39). (2) أخضع نفسه للرعاع الذين أتوا للقبض عليه (26: 51- 53). (3) أخضع نفسه لرئيس كهنة اليهود في بداية محاكمته الهَزلية (26: 63، 64). (4) أخضع نفسه للقسوة والتعذيب (26: 67، 68). (5) أخضع نفسه لبيلاطس الحاكم الروماني (27: 11). (6) أخضع نفسه للسخرية والهزء (27: 28- 31). (7) أخضع نفسه للموت بعد أن أكمل عمل الفداء (27: 50).

لم يأخذ أحد حياة ربنا يسوع منه، بل وضعها هو من ذاته. فبينما يموت كل الناس نتيجة للعصيان، مات هو نتيجة الطاعة لمشيئة الآب. وفيه لنا المثال الكامل والقدرة على الخضوع للسلطة، هذا هو انتصار الله الشديد في حياة شعبه المفدي، والذي لن يفهمه أبدًا هؤلاء الذين يرفضونه.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net