الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 نوفمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفتاة المسبية
يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من برصه ( 2مل 5: 3 )
كم نُعجب كثيرًا من التأثير القوي الذي كان لتلك الفتاة على رجل عظيمٍ كنعمان، والذي لم يجد حَرجًا في أن يردِّد كلماتها على مسمع الملك كأنه حقيقة مؤكدة. ويزداد إعجابنا بتلك الفتاة إذا قارنا تأثيرها هذا بالتأثير السلبي الذي تركه لوط على أبنائه وأصهاره، إذ كان كمازح في أعينهم. ولذلك دعونا نلقِ نظرة سريعة على بعض المفارقات بين هذه الفتاة ولوط:

1ـ لم تتأثر نفسية الفتاة بالظروف التي حولها: فلم تحمل أية مشاعر مرارة تُجاة نعمان الذي تسبَّب في حرمانها من أهلها، بل تعاطفت مع محنته وتمنَّت له الشفاء، أما لوط فلم يتأثر بالظروف التي حوله، فرغم تعرُّضه للسبي، إلا أنه بعدما أنقذه إبراهيم نراه يعود مرة أخرى ليسكن في سدوم!!

2ـ كان لها دوافع عمل الخير للآخرين: فلم تحتمل أن ترى سِمات الأسى على وجه نعمان وهو يعاني من هذا المرض البغيض، وبادرت بتقديم نصيحتها له، أما لوط فكان يحركه فقط الواجب والضرورة، وإن كنا نرى لوطًا يلِّح على الملاكين بأن يبيتا عنده، غير أنَنا نتعجب مِما قدَّمه لهما في ضيافته: “فطير”، الأمر الذي لا يتناسب مع مكانته وغناه، خاصة عندما نُقارن ما قدَّمه هو، بما قدَّمه إبراهيم ( تك 18: 6 -8).

3ـ كان لها إيمان يقيني بقدرة النبي: فرغم أنها لم تُبصر النبي يشفي أحدًا من برصه قبل ذلك، إلا أنها كانت تثق في قدرته. ولوط أيضًا تكلم عن أمرٍ لم يَره من قبل، فإن كان العالم كله هلك يومًا بالطوفان، لكن لم تُرمد مدينة من قبل بنار، إلا أن تصرفاته كشفت أنه لم يكن متيقنًا مما يقوله، والدليل على ذلك توانيه في الهَرَب من مدينة قال عنها إنها ستحترق بالنار، حتى اضطر الملاكان أن يمسكا بيديه هو وزوجته وبنتيه ويخرجانهم قصرًا خارج المدينة!

نعم .. لقد نجحت الفتاة في أن تجلب البركة لنعمان، ليس في إبرائه من برصه فقط، بل في اعترافه وإيمانه بإله إسرائيل، وأقول بكل حسرة وألم ولقد جلب لوط على بيته اللعنة، ففقََد امرأته التي صارت عمود ملح، وجلبت له بنتاه العار بفعلتهما المشينة.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net