الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود والاعتراف بالجميل
فالآن هأنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب. ثم تضعه أمام الرب إلهك، وتسجد أمام الرب إلهك ( تث 26: 10 )
إن الساجد الحقيقي هو شخص معترف بالجميل. فالساجد، بحسب ما ورد في تثنية26، موصوف أولاً بأنه يجمع عطية الباكورة، ثم يضعها في السلة، وأخيرًا يُحضِرها أمام الرب. ولم يكن مسموحًا بأي فوضى أو تشويش في هذه التقدمة، فعمل السجود كان يتكون من جمع الثمار بعناية وترتيبها بنظام في السلة، ثم بذل الجهد في السفر إلى حيث المكان الذي اختاره الرب، وهذا كله ينبئ، عن تقدير لكل ما فعله الله لأجله. وبهذا العمل انضم إلى الجماعة الكبيرة التي خلال الأجيال قد رنمت: «عظَّم الرب العمل معنا، وصرنا فرحين» ( مز 126: 3 ).

والله يريد شعبًا يقدِّره، شعبًا لا يرضى بمجرد الأخذ الدائم منه، ولكنه يرغب في أن يقدم له. والله يريدنا أن نكون كالسامري الذي شفاه الرب من بَرصه، فبينما أصدقاؤه التسعة ذهبوا في طريقهم، عاد هو إلى المخلِّص، وخرّ عند قدميه، وقدَّم له الشكر، وكان تعليق المسيح على هذا حافلاً بالدلالة: «أ لم يُوجد مَنْ يرجع ليعطي مجدًا لله غير هذا الغريب الجنس؟» ( لو 17: 12 - 19).

ولقد أوضح المسيح بجلاء، أن الآب ينتظر السجود من أولاده «الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق» ( يو 4: 23 ). والله يرغب من الذين أغدق عليهم بركاته أن يستجيبوا لرغبته في السجود، وإذ هم ينتظرون في حضرته، يسكبون له حبهم في السجود والعبادة.

كانت كلمة الله لإسرائيل «ولا يظهروا أمامي فارغين» ( خر 23: 15 ). ومن المؤلم حقًا حين نرى اجتماعًا للسجود لم يُحضِر واحد فيه من المجتمعين شكره وتقديره في السلة. وفترات الصمت في كثير من اجتماعات السجود ليست هي دائمًا فترات تأمل وسجود صامت، بل أحيانًا كثيرة تكون هي فترات الفقر الروحي.

والتعليم الواضح في تثنية26 أن كل مؤمن عليه أن يتدرب روحيًا خلال الأسبوع، ويهيئ سلته شخصيًا بباكورة الثمار، وعليه أن يُحضر معه إلى حيث يجتمع شعب الله، قلبًا مملوءًا بتقديره الشخصي لكل ما هو الله كما أُعلن في ابنه الحبيب. وإذا قام كل مؤمن بهذا العمل سوف يرتفع نغم الاجتماع الروحي إلى العلاء، وسيقبل الله عبادة أولاده المولودين بالروح، والمفديين بالدم. ليتنا نتجاوب مع إلهنا في هذا الأمر!

الفريد ب. جيبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net