الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رد المسيح العجيب
فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس ( لو 23: 43 )
ما أروع إيمان ذلك اللص التائب الذي ظهر في كلماته للمسيح إذ قال: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»! فبماذا أجابه الرب؟ أو بالأحرى ماذا كان تجاوب النعمة الغنية مع هذا الإيمان العظيم؟ لقد كان التجاوب رائعًا كذلك، إذ قال له المسيح: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس».

«الحق أقول لك» .. يا للتأكيد!

«إنك اليــوم» .. يا للسرعة!

«تكون معـي» .. يا للرفعة!

«في الفردوس» .. يا للمجد!

لقد أعطى الرب ذلك اللص التائب، نتيجة طِلبته، أكثر جدًا مما طلب أو افتكر ( أف 3: 20 ). فلقد ترجَّى ذلك اللص الخير في يوم عتيد بعيد، لكن المسيح قال له: «اليوم»، بل إنه لحظة الرقاد هنا سيكون مع المسيح في المجد هناك.

ولقد طلب اللص نصيبًا في ملكوتٍ أرضي، فأعطاه الرب نصيبًا في فردوس سماوي؛ ذلك المكان الرائع، حيث الجمال والسلام والمجد.

ولقد طلب اللص أن يذكره المسيح، فأجابه الرب بأنه لن يذكره فقط، بل سيكون معه، سيكون في رفقته.

قال أحدهم: ”إن واحدًا من المصلوبين الثلاثة مات بلا رجاء، أما الآخران فقد أخذا موعد لقاء في السماء. وهذان الآخران أحدهما هو ابن الله، يسوع البار، والثاني هو لص أثيم من الفجار!“.

يا لروعة النعمة! فبينما الإنسان يطرد مسيح الله من الأرض قاتلاً إياه، فإن المسيح يقبل لصًا قاتلاً في فردوس الله. لقد كان عجيبًا أن يغمض لعازر المسكين عينيه هنا على الأرض، وهو وسط الأوحال والزبلة، ليجد نفسه في حضن إبراهيم، لكن أعجب منه أن يغمض ذلك القاتل عينيه فوق الصليب ليجد نفسه في الفردوس مع مسيح الله! ولكم تعجب الملائكة في ذلك اليوم عندما شاهدوا اللص يدخل إلى الفردوس بعد المسيح مباشرة، وكأن المسيح قال لهم: ”لا تغلقوا الباب، فورائي شخص قادم“. وكم كانت دهشتهم إذ كان هذا الشخص لصًا ليس له أي رصيد من الأعمال الصالحة. وكأن المسيح يرد على دهشة الملائكة في ذلك اليوم بالقول: ”هذا مجرد عينة لكثيرين سيأتون من بعده“. نعم يا أخي العزيز، فهذا هو مجد النعمة. وما السماء إلا مكان لخطاة بحسب الطبيعة غسّلهم دم المسيح، وطهَّر الإيمان قلوبهم وضمائرهم. وهذا كله مُقدم للجميع، لكل مَن يريد، بالنعمة المجانية وحدها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net