الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 5 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عظمة قدرته الفائقة
مُستنيرة عيون أذهانكم، لِتعلموا .. ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته، الذي عمله في المسيح، إذ أقامه .... ( أف 1: 18 - 20)
لنا أن نعرف عظمة قدرة الله التي تعمل لصالحنا نحن المؤمنين. لقد ظهرت هذه القدرة بكل ملئها في إقامة المسيح من الأموات وتمجيده، وهي الآن تعمل نحونا. وعلينا فقط أن نفكر في إقامة المسيح وتمجيده لكي ندرك معنى «عظمة قدرته الفائقة» و«شدة قوته» (الآية19)، فقدرته توصف ليس فقط بالعظمة بل بالعظمة الفائقة.

ونفعل حسنًا عندما نتذكر أنه عندما ذهب الرب يسوع إلى الموت، وضع نفسه تحت ثقل كل القوى البشرية المُعادية، وتحت سلطان الظلمة وعلى رأسها إبليس، وأيضًا تحت ثقل كل دينونة الله بسبب الخطية. وقد أقامته قوة الله من كل هذا. وهذا يؤكد بوضوح تام عظمة قوة الله.

ولكن علينا أيضًا أن نفكر في المكانة التي رُفع إليها. وهنا نرى العظمة الفائقة حقًا لتلك القوة، في جلوسه عن يمين الله في السماوات (الآية20)، أي في مكان السلطان الكامل. وفي مركزه هذا هو «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا» (الآية21).

وهو ليس مجرد «فوق كل» بل «رأسًا فوق كل شيء» (الآية22). أي أنه ليس هناك مجال للمقارنة إطلاقًا بينه وبين أي شخص آخر. فقد «أَخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء» (الآية22). كل هذه حقائق. وإن كنا لا نرى كل شيء خاضعًا له بعد.

وفي كل هذه الأمور هناك شيء يخصنا عن قُرب، ففي مركز الرفعة الفائق كرأس فوق كل شيء، هو رأس للكنيسة «التي هي جسده». وهناك فرق عظيم في المعنى بين كلمة «فوق» وحرف الجر ”ل“، فالثانية تدل على علاقة حميمة وصِلَة وثيقة لا تتوفر في كلمة «فوق»، فآدم كان رأسًا فوق كل المخلوقات التي كانت تملأ جنة عدن، ولكنه كان رأسًا لحواء، زوجته التي أُخِذَت منه.

والمسيح ليس فقط رأسًا لكل شيء، بل هو أيضًا ملء كل شيء. بمعنى أن كل شيء يأخذ طابعه من شخصه الكريم. والكنيسة، وهي جماعة المؤمنين الحقيقيين، هي جسده، وبالتالي هي ملئه، وهي التعبير الكامل عنه. ومن الواضح أن هذا الفصل يتكلم عن الكنيسة في نطاقها الكبير الواسع، أي جماعة المؤمنين المُفرزين ما بين حلول الروح القدس في يوم الخمسين وإلى مجيء الرب يسوع الثاني.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net