الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل تطلب أمورًا عظيمة؟
وأنت فهل تطلب لنفسك أمورًا عظيمة؟ لا تطلب! لأني هأَنذا جالبٌ شرًا على كل ذي جسد، يقول الرب ( إر 45: 5 )
كان الرب قد قال لباروخ في العدد السابق «هأنذا أهدم ما بنيته، وأقتلع ما غرسته، وكل هذه الأرض» ( إر 45: 4 ) مما يعني أن المشهد لم يكن مناسبًا للطموح الشخصي حيث كان كل شيء بغيضًا في نظر الرب، ولا كان الوقت وقت لطلب المصلحة الشخصية.

هذا ما كان يجب أن يتعلمه باروخ، فقد كان الله مزمعًا أن ينهي مشهد الأمور الحاضرة، وكان نبوخذ نصر سيخرب الهيكل وأورشليم والأرض. ومن هنا يقدم الرب كلمة لباروخ تصلح شعارًا لكل منا، هذه الكلمة هي: «وأنت هل تطلب لنفسك أمورًا عظيمة؟ لا تطلب». وآه كم يميل القلب إلى طلب الأمور العظيمة التي تحت الشمس. لكن ليتنا ـ أيها الأحباء ـ ننظر إلى الأمور العظيمة التي لنا ونطلبها كقول الرسول: «فإن كنتم قد قُمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض» ( كو 3: 1 ، 2).

ونحن نعرف تمامًا أن السماوات ستزول بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها ( 2بط 3: 10 ). فبما أن هذه كلها تنحل، هل بعد ذلك نطلب أمورًا عظيمة في هذا المشهد؟ الجواب: لا نطلب. ومن هنا يقول الرسول: «فأقول هذا أيها الإخوة: الوقت منذ الآن مقصَّرٌ، لكي يكون الذين لهم نساءٌ كأن ليس لهم، والذين يبكون كأنهم لا يبكون، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون كأنهم لا يملكون. والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. لأن هيئة هذا العالم تزول» ( 1كو 7: 29 - 31).

أيها الأحباء: إن الأمور العظيمة المختصة بنا آتية عن قريب، وهي الأمور الباقية والثابتة والأبدية. وهل هناك أمور أعظم من القول الذي قيل عن الكنيسة إنها «نازلة من السماء من عند الله، لها مجد الله، ولمعانها شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري» ( رؤ 21: 11 ). وما يطمئن القلب أن ذاك المجيد الذي طلب إلينا ألا نطلب لأنفسنا أمورًا عظيمة أخذ على عاتقه أن يعولنا ويهتم بنا، لأن شعور رؤوسنا مُحصاة أمامه، ونحن أفضل من عصافير كثيرة. ولقد قال لنا: «لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لكم. فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره» ( مت 6: 33 ، 34).

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net