الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عُزيا: ارتفاع القلب وخيانة الرب
ولما تشدد (عُزيا) ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه، ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور ( 2أخ 26: 16 )
لقد ولد عُزيا في أيام وظروف صعبة للغاية، كان طابعها العام هو الفشل في كل شيء. كانت طفولته بائسة وكل أيامه حتى مَلَك عنوانها الفشل. فمولده كان في وقت خيانة أبيه أمصْيَا للرب، ومنذ مولده وحتى مُلكه كان أبوه هاربًا قبل أن يموت قتيلاً ( 2أخ 25: 27 ). هذا الفشل جعل عُزيا يطلب الرب ويلجأ إليه، وكانت النتيجة أن الرب ساعده وأنجحه، حتى نجح واشتهر كما لم ينجح أحد من ملوك يهوذا منذ أيام سليمان. بل إننا نتعجب من حجم إنجازاته ونجاحاته العسكرية والعمرانية والزراعية، بل واختراعاته العلمية والتي نقرأ عنها في 2أخبار26، كما أن فترة مُلكه كانت أطول فترة في كل تاريخ إسرائيل، إذ بلغت اثنتين وخمسين سنة. «وفي أيام طَلَبه الرب أنجحه الله» ( 2أخ 26: 5 )، «وأعطى العمونيون عُزيا هدايا، وامتد اسمه إلى مدخل مصر ... وساعده الله على الفلسطينيين وعلى العرب ... وامتد اسمه لأنه تشدد جدًا ... وامتد اسمه إلى بعيدٍ إذ عجبت مساعدته حتى تشدد» ( 2أخ 26: 7 - 15).

لكن للأسف الشديد انظر ماذا يقول الكتاب بعدها مباشرة: «ولما تشدد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه» (ع16). أ ليس هذا غريبًا وعجيبًا؟ لما تشدد ارتفع قلبه وخان الرب!

والآن أخالك، عزيزي القارئ، تسألني: هل الإحسان يسبب ارتفاع القلب، وخيانة الرب؟ والإجابة بكل خزي وخجل هي: نعم، هذا هو حال قلوبنا، فبدلاً من العرفان بالجميل وشكر المنَّان نختال بالإحسان، ويملؤنا الغرور الباطل، ونخون القلب الذي أحبنا، وننسب الفضل لأنفسنا!!

هل هذا يُعقل؟ هل يمكن أن المؤمن يخون الرب الذي رفعه من هوة الفشل وساعده وأنجحه حتى عَجبَت مساعدته؟ نعم، لقد حدث. وهذه هي عزيزي القارئ حقيقة القلب البشري حتى في المؤمنين. هذه الحقيقة المؤلمة تفسر لنا شيئًا وتحتم علينا شيئًا.

إنها تفسر لنا: لماذا لا يسمح الرب للكثيرين من أولاده بالكثير من النجاحات الزمنية؟ لماذا يعطي الرب الخير الزمني والنجاح الأرضي بقدر محسوب، وبعد كثير من المعاملات؟ هنا نرى السبب، فقلوبنا لا تحتمل النجاح.

أما ما تحتمه فهو أن نتذكر دائمًا أننا لا نملك ما يعطينا الرب من إحسانات، بل إننا مجرد وكلاء.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net