الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطاب تعزية
عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا. وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء ( يع 1: 3 ، 4)
أخي ورفيقي المتألم: لقد اتخذت مما حدث لأيوب عظة، ومن آلام المسيح مَثلاً أعلى لي. فعندما سمح الرب بإدخالي في بوتقة الآلام، أشعرني بغرضه السامي من أجلي، وهو ”تمجيد اسمه القدوس“ بالصبر والاحتمال .. فخضعت لمشيئته «لتكن لا إرادتي بل إرادتك». فلم أستسلم للحزن والآلام، ولا لليأس وخيبة الرجاء، بل لرب المجد ومفتدي الأنام، لإله كل تعزية، ومصدر الصبر والقوة والسلام، ولهذا أمكنني أن أتحمل بسكوت التجربة المريرة التي يرزح تحت حملها أشداء العالم وضعاف الإيمان. وقد حرصت بمساعدة الرب لي أن لا تخرج من فمي كلمة تذمر أو شكوى للآخرين. ولم أُشعِر أحد قط بما أقاسيه من آلام مهما كانت قاسية، بل ولم أسمح بسماع كلمة رثاء من زائري لا تلميحًا ولا تصريحًا، فأحول أفكارهم عن شخصي، وحديثهم في الحال ـ ومن حيث لا يدرون ـ إلى محادثة عن شخص المسيح المبارك.

إن الرب لا يسمح بإدخالنا في هذه التجارب المؤلمة لنشرك الآخرين معنا في حملها، بل لنُشركه هو وحده في مساعدتنا، لأنه قال: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). ولا زال يدعو جميع التعابى أن يأتوا إليه وحده. لأنه جُرِّب في كل شيء مثلنا ليعين المُجربين ـ له الشكر والكرامة إلى الأبد ـ لأنه معنا في ضيقاتنا، إذا اجتزنا في المياه، وفي الأنهار فلا تغمرنا، إذا مشينا في النار فلا تحرقنا، لأنه يعطي المُعيي قدرة ولعديم القوة يُكثِّر شدة.

إننا نختبر لذة الشركة معه في وسط أتون النار كما اختبر الرفاق الثلاثة (دا 3)، وجميع قديسيه الذين «جُرِّبوا ... مُعتازين مكروبين مُذلين ... وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم» ( عب 11: 37 ، 38). فإن كنا لا نحتمل الآلام مثلهم بصبر، فنحن نغُول لا بنون. لأن الابن المطيع يقبل تأديب الرب، ويجوز امتحانه بصبر مُتممًا أوامر أبيه بكل سرور ورضاء. ولو كان في اجتيازها كل الإرهاق لنفسه، فهو حَذِر متيقظ، عالم أنه رسالة المسيح المقروءة من جميع الناس، يرون صورة المسيح المجيدة في شخصه المُحطَّم الحقير .. فيه يرون النور السماوي مُشرقًا ومُبددًا ما حوله من ظلام .. فيه يشاهدون الفرح الروحي في وسط الحزن والضيق .. فيه يلمسون الطاعة الكاملة والتسليم التام لمشيئة الآب «فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة» ( رو 12: 12 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net