الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سمعتم.. آمنتم.. خُتمتم..
لنكون لمدح مجده، نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح، الذي فيه .. أنتم، إذ سَمعتم كلمة الحق... الذي فيه.. إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد.. القدوس الموعد ( أف 1: 12 ، 13)
في أفسس1، وعندما ننتقل من الآية12 إلى الآية13 نلاحظ تغييرًا في الضمائر المُستخدمة من «نحن» إلى «أنتم». ففكر الرسول كان يدور حول القديسين الذين قبلوا الإيمان من بني إسرائيل بما فيهم الرسول نفسه، بينما يشير الضمير «أنتم» إلى الذين من الأمم. لقد كان المؤمنون من اليهود هم الباكورة لأمتهم. وفي المستقبل سيكون الراجعون من بني إسرائيل لمدح «يهوه» على الأرض. ولكن الذين سبق رجاؤهم في المسيح أثناء عصر الإنجيل سيكون لهم نصيب في الدعوة السماوية ويكونون لمدحه في السماويات.

وفي كل هذا، فإن المؤمنين من الأمم لهم نصيب كامل. فهم أيضًا قد سمعوا رسالة الإنجيل «كلمة الحق» أساس خلاصهم، وإذ آمنوا به خُتموا «بروح الموعد القدوس» و«هو عربون ميراثنا» (الآية14). وبصفته الختم، أفرزهم الروح كخاصة لله. وبصفته العربون فهو ضمان للميراث الذي ينتظرنا وهو الذي يعطينا أن نذوق مُسبقًا البركات المرتبطة به.

ولنلاحظ بدقة الترتيب الذي سارت عليه الآية13: فأولاً سماع الإنجيل. ثانيًا، الإيمان به. ثالثًا، نوال الروح. هذا الترتيب غير قابل للتغيير. فلا يمكن أن نؤمن قبل أن نسمع، ولا يمكن أن ننال الروح قبل أن نؤمن. وإذا تساءل شخص ما: ”هل أنا قبلت الروح؟“ علينا أن نرُّد عليه بسؤال أيضًا: ”هل سمعت وآمنت بإنجيل الخلاص؟“، فكل خطوة تُبنى على السابقة لها.

وأيضًا يجدر بنا أن ننتبه إلى الحقيقة أننا لم نضع رجاءنا في المسيح فحَسب، بل أيضًا خُتمنا بروح الموعد القدوس في المسيح أيضًا «الذي فيه أيضًا ... خُتمتم». فكل شيء في المسيح. فالروح القدوس أقنوم له وجود متميز عن المسيح ولكن يجب ألا نفصل بينه وبين المسيح في أفكارنا فصلاً كُليًا. وهذا هو وضع أقانيم اللاهوت المقدس. فكل منها له كيان متميز ولكنهم ليسوا منفصلين عن بعضهم. فالروح القدس قد أرسله المسيح من عند الآب ـ وهو قد ختمنا في المسيح ـ ختمنا، إلى أن يُفتدى الميراث كله الذي أُشتريَ بالموت على الصليب، يُفتدى من يد قوى الشر التي تريد أن تُخضعه قسرًا للعبودية ـ أي إلى مجيء الرب. لقد أُعطيَ الروح ليمكث فينا إلى الأبد. قد نحزنه بعدم أمانتنا ولكنه لن يفارقنا أبدًا.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net