الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اختبارات بولس المبكرة
شاول، شاول!... أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس ( أع 9: 4 ، 5)
كان شاول يرفس مناخس، وهو ما تفعله الثيران عندما تتمرد على أمر حارث الأرض. وبفعلها هذا لا تؤذي وتجرح إلا نفسها، لأنها ترفس بأرجلها أسياخ الحديد الحادة التي خلفها، فكان بولس، بمقاومته عمل روح الله فيه، يؤذي نفسه.

ويمكننا أن نفهم من هذا أن الله كان قد سبق وتكلم إلى ضميره من قبل، ربما في حادثة رجم استفانوس، عندما رأى وجهه كأنه وجه ملاك، لكنه الآن ـ بعدما خَلَص ـ أصبح مثل الثور الطائع، يقبل حمل النير من أجل ربه. وجده حنانيا في زقاق يُقال له «المستقيم». كان شاول قبل ذلك يحرث أخاديد معوجة، أما الآن فهو في طريق مستقيم ضيق. من الآن فصاعدًا أصبح له غرض في الحياة، وقد عبَّر عنه بكلماته الخاصة: «أفعل شيئًا واحدًا».. «أسعى نحو الغرض».. «لا أنا بل المسيح».

لقد وُجد شاول في زقاق يُقال له المستقيم عند بيت يهوذا، وماذا كان يفعل؟ لقد كان يصلي. إن شاول الذي كان ينفث قتلاً، ها زفيره الآن يُخرج صلوات وحمدًا، وهو في بيت يهوذا الذي معنى اسمه ”حمد“. وفي الواقع إن الصلاة والحمد هما من العلامات البارزة للنفس التي تغيرت تغييرًا حقيقيًا، وكلاهما كانا بارزًا في حياة بولس بعد ذلك. فكثيرًا ما نسمع بولس يصلي، وكثيرًا ما نسمعه ـ في رسائله ـ يفيض بأهازيج الحمد.

ثم نجده بعد ذلك يكرز (ع20)، طالبًا من الناس أن تنتقل من الظلمة إلى النور، ومن سلطان الشيطان إلى الله.

وأخيرًا نراه مُضَّطَهدًا (ع23- 25). من مُضْطهِد ينفثُ تهددًا وقتلاً، نراه مطروحًا على وجهه أمام الرب في الطريق، ثم مُصليًا، ومسبِّحًا، وأخيرًا كارزًا مُضطهدًا!!

ولقد أخذه برنابا (ع27، 28)، الذي كان اسمه الأول «يوسف» بمعنى ”يضيف“ ( أع 4: 36 )، إلى التلاميذ في أورشليم، الذين قبلوه إثر إطراء برنابا له. وبذلك أُضيف بولس إلى القديسين، ليتمتعوا معًا بامتياز الشركة المسيحية، فكانت تعزية عظيمة (كمعنى اسم برنابا) له ولهم!

يا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

أوجست فان راين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net