الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة المسيح
أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلَم نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مُطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ( أف 5: 25 - 27)
يعرض لنا الرسول بولس محبة المسيح للكنيسة من خلال ثلاثة أفعال جليلة تمتد من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل. ففي الماضي برهن المسيح على محبته للكنيسة إذ بذل نفسه من أجلها (ع25). وهذا إشارة إلى موته الكفاري على الصليب. فقد دفع هناك أعظم ثمن لكي يقتني لنفسه عروسًا. وكما أن حواء أُخذت من جنب آدم، هكذا خُلِقت الكنيسة من جنب المخلِّص الجريح.

أما في الوقت الحاضر فمحبة المسيح للكنيسة تظهر في عمل التقديس الذي يعمله فيها: «ليقدسها مُطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة» (ع26). وأن تقدس الشيء يعني أن تفرزه وتخصصه لأمر معين. والكنيسة تقدست، من حيث مقامها، لكنها عمليًا تُفرز نفسها للرب يومًا بعد الآخر. فالكنيسة تجتاز عملية استعداد روحي وخُلقي شبيهة بسنة التجميل التي خضعت لها أستير قبل إحضارها إلى الملك أحشويرش ( أس 2: 12 - 16). وتجري عملية التقديس هذه عن طريق غسل الماء بالكلمة. وهذا يعني، ببسيط العبارة، أن حياة المؤمنين تنغسل عن طريق سماعهم لكلمات المسيح وإطاعتها. وهكذا نفهم ما قاله المسيح لتلاميذه: «أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به» ( يو 15: 3 ). وقد ربط الرب يسوع التقديس بالكلمة في صلاته الكهنوتية: «قدسهم في حقك، كلامك هو حق» ( يو 17: 17 ). فكما أن دم المسيح يطهر، مرة وإلى الأبد، من الشعور بذنب الخطية وعقابها، هكذا فإن كلمة الله تطهر باستمرار من آثار الخطية ونجاستها. ويشير هذا المقطع إلى أن الكنيسة تجتاز في الوقت الحاضر ”حمامًا“ لغسلها ليس بالماء الطبيعي، بل بكلمة الله المُطهرة.

في الماضي ظهرت محبة الله في فدائنا. وفي الحاضر تظهر محبته في تقديسنا. أما في المستقبل فستتجلى تلك المحبة في تمجيدنا. فالمسيح نفسه سيُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب (ع27). وهكذا ستصل الكنيسة على قمة الجمال والكمال الروحي.

أخي المؤمن: فكِّر في هذا الأمر قليلاً، عندما تنظر عين الرب الكُلية العلم إلينا، في النهاية، لن يجد ـ تبارك اسمه ـ في قداسته الكُلية، أي عيب، ولا حتى ما يمكن تشبيهه ببثرة أو شامة على وجه مؤمن. ما أصعب تصديق هذا الأمر!!

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net