الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 مايو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اقبله نظيري
أطلب إليك لأجل ابني أُنسيمس... اقبله نظيري. ثم إن كان قد ظلمك بشيء، أو لك عليه دينٌ، فاحسب ذلك عليَّ، أنا بولس... أنا أوفي ( فل 10: 19 )
إن وساطة بولس الرسول بين فليمون وأُنسيمس هي صورة، ولكن باهتة، لِما فعله المسيح. لقد تحمَّل على الصليب كل تعدياتنا وحمل عنا الدينونة التي نستحقها. لقد تقدم إلى الله طوعًا متعهدًا «احسب ذلك عليَّ».

إلا أن هناك فرقًا كبيرًا بين ما كتبه بولس الرسول: «أنا أُوفي» ويقصد به المستقبل، وبين المُخلص المُقام الذي لم يستخدم صيغة المستقبل بل قد أوفى فعلاً بموته وقيامته. لقد أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا.

كما أن هناك فارقًا آخر وهو أن الله لم يكن محتاجًا إلى مثل هذا الإقناع لكي يَهَب نعمته كما هو الحال مع فليمون. فهو نفسه مصدر النعمة، إلا أنه احتاج لأساس للتبرير ليمارس نعمته مثلما قدم الرسول بولس أساسًا لتبرير أنسيمس في وساطته لدى فليمون. فلنبارك الله من أجل الوساطة الفعّالة لربنا يسوع والتي نتمتع بثمارها الأبدية، وفي هذا تساعدنا الصورة على فهم الحقيقة.

فأولاً: كانت وصية الرسول لفليمون بالنسبة لأنسيمس «فاقبله» أي لا يتجاهله ولا يرفضه. وكم هو عظيم قبول الله لمَن يؤمن، هذا القبول التام الخالص.

ثانيًا: كانت كلمات الرسول: «لكي يكون لك إلى الأبد» مشجعة. فيما سبق كانت العلاقة بين أنسيمس وسيده مُعرَّضة للانقطاع بعد سوء سلوك أنسيمس. أما الآن فهناك علاقة جديدة لا يمكن أن تنقطع. وهي نفس مُعاملة الله الرحيمة معنا. فنتيجة لعمل المسيح، نقف أمام الله في علاقة أبدية لا يمكن أن تُفصم.

ثالثًا: يطلب بولس الرسول من فليمون طلبًا يبدو مستحيلاً أن يتقبله، في قوله «فإن كنت تحسبني شريكًا، فاقبله نظيري» (الآية17). فكان ممكنًا لفليمون أن يُجيب على هذا الطلب بالقول: ”أقبله .. نعم، وإلى الأبد .. نعم، ولكن أكون منافقًا لو قلت إنني أستطيع أن أقبله مثل بولس الذي أحبه“.

هذا الذي كان من الصعب على فليمون أن يفعله، كما نعتقد أو نتخيَّل، قد فعله الله. فجميع المؤمنين أصبح موقفهم أمام الله «مقبولين في المحبوب» ( أف 1: 6 ). لقد أصبحنا مقبولين بكل القبول والامتيازات التي للمسيح نفسه ـ وهو أمر عجيب يفوق التعبير، ولا يمكن تصديقه لو لم يَرِد في كلمة الله.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net