الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الآب طالب ساجدين
تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو 4: 23 )
في يوحنا4: 21- 24 عدة أشياء يجب أن نلاحظها. أولاً، أن الرب حكم بشكل قاطع على الديانة السامرية أنها ديانة زائفة «أنتم تسجدون لِمَا لستم تعلمون» (ع21). ثانيًا، دافع عن اليهودية أنها ديانة صحيحة ومن الله «أما نحن فنسجد لِمَا نعلم». ثم ينتقل ليبين أنه قد حانت الساعة لإبطال كليهما، وأن شيئًا أفضل سيقوم. فليس هناك مكان مقدس في المسيحية. ومع أن هذه الحقيقة بسيطة، فقليلون نسبيًا هم الذين يفهمونها. وتحديد وتكريم مكان مقدس على الأرض الآن يسلب من النفس التمتع بما يميِّز الوضع المسيحي. ولكن للأسف، هذا هو وضع الأغلبية العظمى ممن يدَّعون المسيحية اليوم، وقد كان هذا وضعهم لقرون.

وأيضًا، نحن نسجد للآب. فأي قُرب وحب يتضمنه هذا! نحن نتميز الآن بعلاقة الأولاد الأعزاء عن طريق عمل المسيح، ونستطيع أن نرفع قلوبنا بالسجود في كامل الوعي بحرية البنين. أ ليس هذا أسمى، بما لا يُقاس، وأعظم بركة، من الأنين من أن ثقل خطايانا لا يُحتمل، وأن نتوسل إليه ألاّ يذكر تعدياتنا، وخطايا آبائنا، وألاّ يرذلنا للأبد؟ بالتأكيد هو كذلك. ولكن هذا يغلق الباب أمام كل مَن هو ليس ابنًا. لأن هذا هو قصد رسالة الإنجيل، فإلى حين قبولها ليس لأحد الحق أن ينضم للسجود للآب، ولا هم في الحقيقة في حالة روحية تؤهلهم لذلك.

«الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين» ـ إنه فكر ثمين. إن الآب يطلب ساجدين! لكنه يطلب ساجدين حقيقيين يسجدون له بالروح والحق. وهذا معناه أن يكون الإنسان الداخلي مُشاركًا تحت قيادة الروح القدس، وأن يكون حق الله معروف ومهيمن على النفس. هذا يتناقض بشكل مباشر مع الأشكال المحضة، والقوالب الجامدة، التي لا تتطلب حق الله ولا روحه، ولا تستطيع أن ترضي قلبه.

وأيضًا، فالآب ليس فقط يرغب في سجود روحي (وهو النقيض للطقوس)، بل نجد الإلزام في كلمة «ينبغي»، «والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا». ومَنْ يتقدمون إليه بطقوس خارجية مَحضة، يعاملونه كأنه غير موجود (قارن عب11: 6)، أو كأنه واحد من آلهة الوثنيين. أما المسيحي الحقيقي الذي عرفه، ووُلد منه، فيفهم أن العبادة الروحية وحدها هي التي تناسب إلهًا مثل إلهنا. فلنفرح بتقديمها له طبقًا لكلمته.

و.و. فاراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net