الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 يوليو 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خلص وهو على حافة الموت
قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس ( لو 23: 42 ، 43)
إن ذلك اللص المصلوب بجوار المسيح لم يكن له أي رصيد من الأعمال الصالحة قبل توبته، ولا بعدها. فهو مجرم عاتٍ، لا خاطئ عادي. لقد كسر القوانين البشرية، وروَّع الناس بأعماله الإرهابية، وسفك الدماء الزكية، فاستحق عدلاً تلك الميتة البشعة. لقد كان الحكم بالصلب حكمًا عادلاً باعترافه هو. نعم، لم يكن لهذا اللص غير التوبة والإيمان، لا أكثر ولا أقل. إن كلمات المسيح العجيبة التي قالها في حياته «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا» ( يو 6: 37 )، هذه الكلمات قد وُضعت هنا تحت الامتحان في هذه الحادثة، فتبيَّن أنها ذهب خالص، وفضة ممحوصة سبع مرات ( مز 12: 6 ).

والآن هل أسمع واحدًا يقول: ”لقد عشت عمري كله في الخطايا والآثام، فكيف يقبلني المسيح وأنا في هذه الحالة؟“ عزيزي، إن هذه الحادثة العجيبة تفتح أمامك باب الرجاء. اركن تمامًا إلى وعد المسيح «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا». حتى لو كنت قد عشت حتى هذه اللحظة حياة خالية من أي صور التقوى ومظاهرها، فإنك إن آمنت الآن أن يسوع هو ابن الله الذي أتى إلى العالم ليخلِّص الخطاة، ليخلصك أنت، وإن اعترفت بخطاياك له، ووضعت كل ثقتك فيه، فإنه سيخلّصك فورًا.

نحن نؤمن أن في لحظة واحدة يمكن أن تُغفَر جميع الشرور والخطايا التي ارتكبتها في عمرك الفائت كله. والطبيعة القديمة التي صارت متمكنة في نفسك ممكن أن تتلقى ضربتها القاضية في اللحظة ذاتها التي فيها تتحول إلى المسيح بالإيمان.

لقد كان ذلك اللص يقدر أن يقول بحق: ”إنما كخطوة بيني وبين الموت“. وهل الشخص الذي ينتظر الموت، بل الذي يموت فعلاً، بوسعه أن يخلُص أبديًا؟ نعم، لقد خلَّصه المسيح، وهو مستعد أن يفعل الشيء نفسه معك أنت أيضًا. لقد قيل عن الرب في إنجيل لوقا «هذا يقبل خطاة» ( لو 15: 2 )، وها المسيح، في الإنجيل ذاته، يقبل ذلك اللص الأثيم. فما الذي يمنعك أن تخلص؟

عزيزي: قيل إن لصًا واحدًا قد خلص من فوق الصليب في آخر لحظات عمره، حتى لا ييأس أي إنسان مهما كان وضعه؛ لكن واحدًا فقط هو الذي خلص فيما الآخر هلك، حتى لا يؤجل أحد أمر خلاصه، إذ قد تضيع منه الفرصة إلى الأبد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net