غيرة المسيح

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الأحد 17 أغسطس 2008

تصفح مقالات سابقة

غيرة المسيح

لأن غيرة بيتك أكلتني ( مز 69: 9 )

عندما صعد الرب إلى أورشليم «وجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرًا وغنمًا وحمامًا، والصيارف جلوسًا. فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل ... فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني» ( يو 2: 14 - 17). لقد لاحظ التلاميذ غيرة الرب، لكننا يمكننا أيضًا أن نلاحظ حكمته واتزانه. والمرء عادةً عندما يغضب لا يكون متماسكًا لنفسه، لكن ليس كذلك المسيح. لاحظ كيف تعامل مع المشكلة: فبالنسبة للغنم والبقر طردها، ولا خطورة من ذلك. ودراهم الصيارف كبها، وهذه يمكن جمعها بسهولة. أما الحمام فإنه قال للباعة: «ارفعوا هذه من هنا»، ولو فعل أكثر من ذلك لكان ممكن لها أن تنزعج وتطير بعيدًا، وتضيع على أصحابها.

ولقد كان لربنا يسوع الغيرة المقدسة على بيت الله. وهذه الغيرة جعلته ليس فقط يطهر بيت الله، بل أيضًا يمضي إلى الصليب لكي يموت عليه، إذ قال بعد ذلك مباشرة: «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أُقيمه» ( يو 2: 19 ).

وهذه الغيرة على مجد الله هي صفة حميدة يجب أن نتحلى نحن أيضًا بها. وقد كان للرسول بولس غيرة عظيمة في كل أمور الله، فقال مرة: «فإني أَغَار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجلٍ واحد، لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح» ( 2كو 11: 2 ). وقال أيضًا: «مَن يعثر وأنا لا ألتهب» ( 2كو 11: 29 ).

ويذكر لنا التاريخ المقدس أُناسًا عظماء غاروا غيرة للرب. فلقد شبع الرب يومًا من غيرة فينحاس بن ألعازار الكاهن المقدسة، الذي قضى على الشر العلني «فينحاس بن ألعازار ... قد ردَّ سَخَطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفنِ بني إسرائيل بغيرتي» ( عد 25: 11 ). إن كل ما استطاع فينحاس أن يفعله هو أن يقتل الرجل الإسرائيلي والمرأة المديانية، لكن أ كان بوسع فينحاس أن ينهي مشكلة الخطية؟ مُحال، أما المسيح فليس بالرمح في يده، بل بالحربة في جنبه، فسال الدم الكريم، بذلك فقط أنهى مشكلة الخطية. فليست دماء الفاجرين هي التي تمحو الخطايا، بل الدم الكريم الذي من حَمَل الله: الحَمَل الذي بلا عيب ولا دنس. له كل المجد.

يوسف رياض


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net