الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خروج المسيح ودخوله
خرجت من عند الآب.. ( يو 16: 28 ). وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمله.. ( لو 9: 31 ). خروجه يقين كالفجر ( هو 6: 3 )
ما أعظم ربنا يسوع المسيح في شخصه، وفي خروجه ودخوله! ففي كل مرة نراه يخرج أو يدخل، نجد أنفسنا منجذبين لشخصه، ساجدين له!

(1) خروج التجسد: أما أولاً فقد خرج من عند الآب وأتى إلى العالم ( يو 16: 28 ). وهي عبارة بسيطة في مفرداتها، عميقة جدًا في معناها! فما أبعد المُباينة بين الآب، والعالم! بين النور، والظلمة! بين السماء، والأرض! بين المحبة، والكراهية، لكن التجسد كان حتميًا «عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحة وقربانًا لم تُرِد، ولكن هيأت لي جسدًا...» ( عب 10: 5 )، ليمكن لسيدنا أن يكمل مسيرة ”الخروج“ بعد ذلك ويتمم الكفارة التي من خلالها تمجَّد الله، وسُحِق الشيطان، وخَلُص الإنسان.

(2) خروج الفداء: وعلى جبل التجلي كان موسى وإيليا يتكلمان مع المسيح عن «خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمّله في أورشليم» ( لو 9: 31 )، وهو خروجه خارج الباب ليقدس الشعب بدم نفسه ( عب 13: 12 )، بموته لأجلنا على الصليب. وما أجمل ما يسجله الوحي عن سيدنا آنذاك «خرج وهو عالمٌ بكل ما يأتي عليه» «خرج وهو حاملٌ صليبه»! ( يو 19: 5 ، 17). ذاك الذي «من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ( عب 12: 2 )، وبعد القيامة والصعود دخل إلى السماء كإنسان، وكسابق لأجلنا ( عب 6: 20 ).

(3) خروج المجد: وقريبًا سيخرج من السماء «بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله» ( 1تس 4: 16 )، وذلك لاختطاف كنيسته إليه فيلتقي بها في السحاب، ويُدخلها إلى بيت الآب، وبعد ذلك بوقت قصير (نحو 7 سنوات)، ذاك المجيد الذي قَبِلَ في نعمته أن ينزل من المجد إلى المهد متجسدًا، ثم نزل من المهد إلى اللحد فاديًا، لا يمكن أن تنتهي قصته عند هذا الحد، بل سنراه يخرج من السماء المفتوحة ظاهرًا ظافرًا، بالمجد والقوة ( رؤ 1: 7 ) و«خروجه يقين كالفجر» ( هو 6: 3 )، وعندئذٍ، بعد أن يطهر ملكوته من جميع المعاثر وفاعلي الإثم ( مت 13: 41 )، يؤسس مملكته التي على الكل تسود، عندما يكون «الرب وحده واسمه وحده» ( زك 14: 3 ، 9)، ويتم المكتوب «متى أَدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله» ( عب 1: 6 ).

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net