الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 31 أغسطس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الختان والتطهير
ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سُمّيَ يسوع ... ولما تمت أيام تطهيرها، حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب ( لو 2: 21 ، 22)
«مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» ( غل 4: 4 ). كان ينبغي أن يُعمل للطفل يسوع كل ما هو مرسوم في الناموس. من أجل ذلك خُتن في اليوم الثامن، علامة افتراز شعب الله على الأرض عن باقي الشعوب. ثم عند تمام أربعين يومًا من ولادته صعد به أبواه إلى أورشليم لغرض مزدوج: أولاً لكي يقدموه للرب، وثانيًا لكي يقدموا ذبيحة كما هو مرسوم في سفر اللاويين12.

وهل كانت هناك حاجة إلى ذبيحة ”لافتداء“ الطفل الصغير؟ كلا البتة. أما زوج اليمام الذي قُدِّم حسب لاويين12: 8 فقد كان من أجل الأم وليس من أجل الطفل. كانت هي في حاجة إلى التطهير بذبيحة، أما هو له المجد فكان الكامل منذ ولادته.

كان الواجب على مريم أن تقدم خروفًا وليس يمامة، ولعلمها بمَن هو الطفل المجيد الذي ولدته كانت بلا شك ترغب في ذلك بحرارة، لكن يوسف ومريم كانا فقيرين جدًا! والشريعة أعدَّت مقدمًا علاجًا للمعوزين «وإن لم تَنَل يده كفاية لشاةٍ تأخذ يمامتين أو فرخي يمام، الواحد محرقة، والآخر ذبيحة خطية، فيكفِّر عنها الكاهن فتطهر» ( لا 12: 8 ).

كانت مريم تعرف، وكذلك يوسف، أن الطفل الذي قدماه للرب في ذلك اليوم هو ابن العلي. وكان لهما أن يتوقعا ـ على الأقل من البعض أمثال الكهنة والشيوخ والحكام ـ أن يتعرفوا على الطفل؛ ولكن الجميع بدا منهم عدم اعتبار له بالمرة. لكن الله أراد في ذلك اليوم أن يتبرهن مجد ابنه، سرًا، ولكن بوضوح.

في ذلك اليوم قام سمعان البار، الذي كان قد أُوحيَ إليه أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب، وبدافع من الروح القدس، جاء إلى الهيكل في الوقت الذي دخل فيه يوسف ومريم بالصبي يسوع ليصنعا له حسب عادة الناموس. وهنا تقدم سمعان ـ ويا له من مشهد مؤثر ـ وأخذ هذا الرجل الشيخ، الصبي على ذراعيه، وبارك الله قائلاً: «عينيَّ قد أبصرتا خلاصك».

وفي تلك الساعة جاءت حنة «ووقفت تسبح الرب، وتكلمت عنه» ( لو 2: 38 ). إن الرب الذي كانت تسبحّه، هو إله السماء، والذي كانت تتكلم عنه هو نفس الشخص الذي كانت تسبحه.

وكم لمع مجد ابن الله في هذا المشهد بصورة رائعة!

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net