الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة من القلب
وكان له كلام الرب قائلاً: قُم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأَقِم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك. فقام وذهب .. ( 1مل 17: 8 ، 9)
كان بإمكان إيليا أن يعتذر بسبعة أعذار إن أراد أن يستعفي من المأمورية المُكلَّف بها من قِبَل الرب، ألا وهي الذهاب لصرفة التي لصيدون:

1ـ كان عليه أن تعوله امرأة: وهل من السهل عليه كرجل شرقي أن يقبل أن تعوله امرأة؟

2ـ ليست فقط امرأة ولكنها أرملة: فإن كانت المرأة صورة للضعف، فإن الأرملة تعبِّر عن أشد حالات الضعف، فهي تحتاج إلى مَن يعولها لا إلى مَن تعوله ( 1تي 5: 3 ، 16؛ يع1: 27).

3ـ أنها أرملة فقيرة: كانت في أشد حالات الفقر والعَوز، وهي ليست ميسورة الحال. لكن هل اتخذ إيليا من فقرها عذرًا يستعفي به؟ كلا، فلا ترملها ولا فقرها منعاه عن طاعة الرب.

4ـ كانت الحالة جوع عظيم ( لو 4: 25 )، حتى أن هذه الأرملة لم يكن لديها سوى ملء كف من الدقيق في الكوار، وقليل من الزيت في الكوز، ولكن على الرغم من علم إيليا بالجوع العظيم، لكن بنى إيمانه على كلام الرب له: «أمرت .. أرملة أن تعولك».

5ـ أرملة أممية: بالتأكيد كان شاقًا على نفس إيليا كنبي يهودي عظيم له مكانته، أن يذهب إلى أرملة أممية في صرفة، لا سيما وأنه كان يوجد في إسرائيل في ذلك الوقت أرامل كثيرات ( لو 4: 25 ). لكن الرب لم يرسله إلى واحدة منهن، لأنه ـ تبارك اسمه ـ رأى أن يُظهر وميضًا من النعمة بإرساله إلى أرملة أممية.

6ـ المأمورية غير مُحددة الأجل: لم يذكر الرب في كلامه لإيليا كم من الوقت كان عليه أن يقضيه في صرفة عند الأرملة. وقد تبين بعد ذلك أنها مدة طويلة للغاية، فهي ليست مأمورية قصيرة مثلما كانت مأمورية يونان إلى نينوى ( يون 3: 3 ).

7ـ إيليا لم يعلم شيئًا عن الأرملة: الرب لم يعطِ إيليا أي بيان عنها، فهو لم يَقُل شيئًا عن اسمها، ولا عنوانها، ولا أي من صفاتها. فلم يكن عند إيليا شيء يستدل به عن هذه الأرملة، ومع ذلك فقد ذهب متكلاً على كلام سيده.

إذًا فإيليا لم يعارض أو يرفض لأنها: امرأة .. أرملة .. فقيرة .. في جوعٍ عظيم .. أممية .. مأموريته غير محددة الأجل .. لا يعلم الاسم أو العنوان أو الصفات .. لكنه ضرب بكل هذه الأعذار عرض الحائط، وكان بداخله إصرار على الطاعة، وكأنه يقرر «ينبغي أن يُطاع الله» ( أع 5: 21 ) .. ليتنا جميعًا هكذا!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net